في الوقت الّذي جاء فيه الإسلام كانت هناك ديانتان، هما اليهوديّة والمسيحيّة، ومن الطّبيعيّ أن يقول كلّ فريق عن الآخر: بأنّه ليس على شيء. وقد سجّل التّاريخ مواقف للمسيحيّين مع المسلمين، منها حماية النّجاشيّ ملك الحبشة للمسلمين وإيواؤهم، وكان نصرانيّاً، وحين جاءت جيوش الفتح إلى الشّام وقف المسيحيّون إلى جانب المسلمين لطرد الرّوم من بلاد الشّام، وكيف وقف المسيحيّون مع صلاح الدّين الأيوبيّ، فالحضارة الّتي بنيت في هذه البلاد بناها المسلمون والمسيحيّون، ونحن لا نقبل من أحد أن يسيء إلى المسيحيّين بتفسير منحرف، وكتابنا الكريم كرّم النّصارى كما كرّم السيّد المسيح عيسى ابن مريم وأمّه.
أمّا أمور العقائد فإنّها تترك لربّ النّاس، وهو الّذي يحاسب النّاس على عقائدهم، وإن اختلف النّصارى واليهود فيما بينهم فالله سبحانه وتعالى يحكم بينهم ولسنا نحن من يحكم.