الآية رقم (112) - بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

﴿مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ: ذكر الوجه؛ لأنّه أشرف شيء في الإنسان، وهكذا أجاب القرآن على مزاعمهم، فمن أسلم وجهه لله فهو المقبول عند الله بشرط الإحسان، ولا يقبل ذلك من غير إحسان، بل يجب أن يكون محسناً لا مسيئاً، فلا تكفي الصّلاة والصّيام مع عقوق الوالدين والإفساد والكذب والسّرقة وقتل من يخالفنا في الرّأي، ولا تجوز الإساءة لأحدٍ أبداً سواء كان مسلماً أم غير مسلم، فمن حقّق الإحسان بشروطه فله أجره عند ربّه، والله تعالى يفصل بين النّاس يوم القيامة، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ  [الحجّ]، ولسنا قضاة لنحاسب النّاس على معتقداتهم، بل نحترم معتقدات النّاس كي يحترموا معتقداتنا ولسنا نحن من يعطي الأجر فالأجر من الله سبحانه وتعالى. والفرق بين الخوف والحزن هو أنّ الخوف يكون من المستقبل مثل عدوّ يتهدّدنا.. أمّا الحزن فهو على شيء وقع من مرض أو نقص مال أو فقدان عزيز.

بَلى: حرف جواب.

مَنْ: اسم شرط جازم مبتدأ.

أَسْلَمَ: فعل ماض والفاعل هو.

وَجْهَهُ: مفعول به والجملة خبر.

لِلَّهِ: لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بأسلم.

وَهُوَ مُحْسِنٌ: مبتدأ وخبر والجملة في محل نصب حال.

فَلَهُ: الفاء رابطة للجواب له جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم.

أَجْرُهُ: مبتدأ مؤخر.

عِنْدَ: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر أي محفوظ عند ربه وقيل بمحذوف حال.

رَبِّهِ: مضاف إليه.

وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ: تقدم إعرابها في الآية «38» .

بَلى: يدخل الجنة غيرهم، وهو مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ جعل وجهه خالصًا لله، وانقاد له

فإسلام الوجه لله: هو الانقياد له والإخلاص له في العمل، بحيث لا يتخذ وسيطاً بينه وبين ربه. وخصّ الوجه، لأنه أشرف الأعضاء

فغيره أولى

قال الفخر الرازي: إسلام الوجه لله يعني إسلام النفس لطاعة الله، وقد يكنى بالوجه عن النفس

كما قال تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص 28/ 88] .

وَهُوَ مُحْسِنٌ: موحّد.

فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ: أي ثواب عمله الجنة.

وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ: في الآخرة.