الآية رقم (25) - وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

البشارة: خبر سارّ يأتيك، والقرآن يبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات، ولم يكتفِ بالإيمان وحده؛ لأنّ الإيمان هو الرّصيد السّلوكيّ للإنسان، ونحن نعبّر عن الإيمان بالسّلوك. وعندما انفصل المسلمون بسلوكهم عن إيمانهم أضاعوا دينهم، فتجد من يصلّي ويصوم ويحجّ ويصلّي على النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ثمّ يكذب ويغتاب ويمشي بالنّميمة ويرتشي ويقتل فذلك لا يمكن طبعاً؛ لأنّ الإيمان هو الرّصيد القلبيّ للسّلوك، والإيمان هو «ما وقر في القلب وصدّقه العمل»([1]) كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلا إيمان بدون ترجمان. والإيمان الصّحيح يعكس الأخلاق، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم]، فاجتمعت فيه صفات الكمال، وهذه أعظم صفة لبشر، وهي الأخلاق.

وكأنّما عبّر سبحانه وتعالى عن الدّين والشّرائع السّماويّة جميعاً من إسلام ومسيحيّة.. بأخلاقه، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق»([2])، فديننا دين أخلاقٍ وسلوكٍ، ويجب أن تتطابق السّلوكيّات مع المعتقدات.

وَبَشِّرِ: الواو عاطفة، بشر فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

الَّذِينَ: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

آمَنُوا: فعل ماض، والواو فاعل.

وَعَمِلُوا: فعل ماض وفاعل.

الصَّالِحاتِ: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.

أَنَّ: حرف مشبه بالفعل.

لَهُمْ: جار ومجرور متعلقان بخبر أن المحذوف.

جَنَّاتٍ: اسمها منصوب بالكسرة.

تَجْرِي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.

مِنْ تَحْتِهَا: متعلقان بالفعل تجري.

الْأَنْهارُ: فاعل مرفوع. وجملة تجري في محل نصب صفة لجنات. وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف

كُلَّما: كل مفعول فيه ظرف زمان ما مصدرية.

وَبَشِّرِ: أخبر.

الَّذِينَ آمَنُوا: صدَّقوا بالله.

وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ: من الفروض والنوافل.

جَنَّاتٍ: حدائق ذات شجر ومساكن، وهي دار الخلود للمؤمنين، وسميت جنة، لأنها تجنّ من فيها أي تستره بشجرها.

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا: أي تحت أشجارها وقصورها.

الْأَنْهارُ: المياه فيها.

كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ: أطعموا من تلك الجنات.

رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ: أي قبله في الجنة لتشابه ثمارها.

وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً: يشبه بعضه بعضا لوناً ويختلف طعماً.

وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ: من الحور وغيرها.

مُطَهَّرَةٌ: من الحيض والبصاق وسائر الأقذار.

وَهُمْ فِيها خالِدُونَ: ماكثون أبداً لا يفنون ولا يخرجون.

والخلود: البقاء، ومنه جنة الخلد.