البشارة: خبر سارّ يأتيك، والقرآن يبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات، ولم يكتفِ بالإيمان وحده؛ لأنّ الإيمان هو الرّصيد السّلوكيّ للإنسان، ونحن نعبّر عن الإيمان بالسّلوك. وعندما انفصل المسلمون بسلوكهم عن إيمانهم أضاعوا دينهم، فتجد من يصلّي ويصوم ويحجّ ويصلّي على النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ثمّ يكذب ويغتاب ويمشي بالنّميمة ويرتشي ويقتل فذلك لا يمكن طبعاً؛ لأنّ الإيمان هو الرّصيد القلبيّ للسّلوك، والإيمان هو «ما وقر في القلب وصدّقه العمل»([1]) كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلا إيمان بدون ترجمان. والإيمان الصّحيح يعكس الأخلاق، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم]، فاجتمعت فيه صفات الكمال، وهذه أعظم صفة لبشر، وهي الأخلاق.
وكأنّما عبّر سبحانه وتعالى عن الدّين والشّرائع السّماويّة جميعاً من إسلام ومسيحيّة.. بأخلاقه، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق»([2])، فديننا دين أخلاقٍ وسلوكٍ، ويجب أن تتطابق السّلوكيّات مع المعتقدات.