الآية رقم (39) - وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾: الّذين كذّبوا بكلّ ما جاء في القرآن الكريم من آياتٍ بيّناتٍ دالّاتٍ على وجود الله سبحانه وتعالى، وعلى دعوة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ﴿صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ الصّمم: آفةٌ تصيب الأذن، والبكم: آفةٌ تصيب اللّسان، وعندما يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿صُمٌّ وَبُكْمٌ﴾، يقدّم الصّمّ على البكم؛ لأنّ اللّسان يتحدّث بما يسمع، واللّغة هي بنت مكانها، فإن وُلِد إنسانٌ عربيٌّ في بريطانيا فإنّه يسمع اللّغة الّتي يتحدّث بها النّاس فيتحدّث بها ذاتها، فاللّغة ليس لها جنسٌ أو دمٌ أو لونٌ، بل تحاكي المكان الّذي أنت فيه، وتأتي من السّماع، لذلك دائماً يكون السّمع مقدّماً على الكلام، والطّفل عندما يولد فأوّل شيءٍ يسمع بأذنيه، ثمّ يتعلّم من والديه الكلام، فينطق بما يسمع، لذلك نجد أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما جاءه جبريل عليه السَّلام في الغار أوّل نزول الوحي قال: ﴿اقۡرَأۡ﴾ [العلق: من الآية 1]، فأجاب: «ما أنا بقارئ»، وأعاد عليه سيّدنا جبريل عليه السَّلام القولَ ثلاثاً ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «ما أنا بقارئ»([1])؛ لأنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يسمع حتّى يقرأ، فحتّى تقرأ يجب أن يكون الكلام إمّا مكتوباً أمامك، وإمّا أن تسمعه، إذاً السّمع مقدّمٌ على اللّسان.

وَالَّذِينَ: الواو استئنافية الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ

كَذَّبُوا بِآياتِنا: فعل ماض والواو فاعله، والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة صلة الموصول لا محل لها،

صُمٌّ: خبر المبتدأ

وَبُكْمٌ: معطوف على صم

فِي الظُّلُماتِ: متعلقان بمحذوف خبر ثان للمبتدأ

مَنْ: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ

يَشَأِ: مضارع مجزوم بالسكون، فعل الشرط وحرك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين

اللَّهُ: فاعله، ومفعوله محذوف والتقدير من يشأ الله إضلاله.

و يُضْلِلْهُ: جواب الشرط مجزوم والهاء مفعوله وفاعله هو والجملة لا محل لها لم تقترن بالفاء وجملة يشأ خبر من

والجملة الاسمية (من يشأ الله): مستأنفة لا محل لها،

وجملة (وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ): معطوفة، ومفعول يشأ محذوف كذلك أي ومن يشأ هدايته يجعله.

بِآياتِنا: القرآن

صُمٌّ: عن سماعها سماع قبول

وَبُكْمٌ: عن النطق بالحق

فِي الظُّلُماتِ: المراد هنا الكفر

صِراطٍ: طريق، والطريق المستقيم: هو دين الإسلام.