﴿وَاعْتَصِمُواْ﴾: كلمة التّوحيد لا يعلو شأنها إلّا بتوحيد كلمة المسلمين، والمذاهب الإسلاميّة هي تفرّعات جوهرها الأمور الهامشيّة، وهي اجتهادات فقهيّة علميّة من أجل إغناء الفكر، والسّعة على النّاس، أمّا إذا تحوّلت المذاهب إلى طائفيّة، فإنّها تصبح دعوى جاهليّة نهى الله سبحانه وتعالى عنها عندما قال: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾. فلا يمكن أن تعلو كلمة الله إلّا بتوحيد كلمة المسلمين، وليس لهم أن يتفرّقوا على أساس مذهبيّ؛ لأنّ الإسلام هو الجامع الّذي يجمع كلّ من انتسب إلى هذا الدّين، بغضّ النّظر عن انتمائه أو اجتهاده المذهبيّ.
لذلك نجد في كلّ مؤتمرات القمّة العربيّة والقمّة الإسلاميّة وفي منظّمة التّعاون الإسلاميّ والجامعة العربيّة نجد هذه الآية قد كُتبت على الجدران، وأصحاب هذه الدّعوة تفرّقوا وتركوا حبل الله، عكس الآية الّتي يضعونها كشعار، هذه هي مشكلتنا الحقيقيّة، فعوضاً عن توحيد الكلمة والوقوف إلى جانب أهداف أمّتهم العربيّة ومصالحها يضعون أيديهم بأيدي الصّهاينة والأمريكيّين وكلّ أعداء هذه الأمّة.
﴿بِحَبْلِ اللّهِ﴾: حبل الله هو القرآن الكريم، كما قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «كتاب الله هو حبل الله الممدود من السّماء إلى الأرض»([1]).