الآية رقم (103) - وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

﴿وَاعْتَصِمُواْ: كلمة التّوحيد لا يعلو شأنها إلّا بتوحيد كلمة المسلمين، والمذاهب الإسلاميّة هي تفرّعات جوهرها الأمور الهامشيّة، وهي اجتهادات فقهيّة علميّة من أجل إغناء الفكر، والسّعة على النّاس، أمّا إذا تحوّلت المذاهب إلى طائفيّة، فإنّها تصبح دعوى جاهليّة نهى الله سبحانه وتعالى عنها عندما قال: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ. فلا يمكن أن تعلو كلمة الله إلّا بتوحيد كلمة المسلمين، وليس لهم أن يتفرّقوا على أساس مذهبيّ؛ لأنّ الإسلام هو الجامع الّذي يجمع كلّ من انتسب إلى هذا الدّين، بغضّ النّظر عن انتمائه أو اجتهاده المذهبيّ.

لذلك نجد في كلّ مؤتمرات القمّة العربيّة والقمّة الإسلاميّة وفي منظّمة التّعاون الإسلاميّ والجامعة العربيّة نجد هذه الآية قد كُتبت على الجدران، وأصحاب هذه الدّعوة تفرّقوا وتركوا حبل الله، عكس الآية الّتي يضعونها كشعار، هذه هي مشكلتنا الحقيقيّة، فعوضاً عن توحيد الكلمة والوقوف إلى جانب أهداف أمّتهم العربيّة ومصالحها يضعون أيديهم بأيدي الصّهاينة والأمريكيّين وكلّ أعداء هذه الأمّة.

﴿بِحَبْلِ اللّهِ: حبل الله هو القرآن الكريم، كما قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «كتاب الله هو حبل الله الممدود من السّماء إلى الأرض»([1]).

وَاعْتَصِمُوا: فعل أمر وفاعل والجملة معطوفة

بِحَبْلِ: متعلقان باعتصموا

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

جَمِيعاً: حال

وَلا تَفَرَّقُوا: لا ناهية وفعل مضارع مجزوم بحذف النون

وَاذْكُرُوا: فعل أمر مبني على حذف النون والجملة معطوفة على ما قبلها

نِعْمَتَ اللَّهِ: مفعول به ولفظ الجلالة مضاف إليه

عَلَيْكُمْ: متعلقان بنعمة

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمن متعلق باذكروا المحذوفة

كُنْتُمْ أَعْداءً: كان واسمها وخبرها والجملة في محل جر بالإضافة.

فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ: بين ظرف مكان متعلق بالفعل ألف والجملة معطوفة وكذلك جملة «فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً» والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال لأنهما تقدما عليه

إِخْواناً: خبر أصبح

وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ: على شفا متعلقان بمحذوف خبر كنتم من النار متعلقان بمحذوف صفة لحفرة والجملة معطوفة وجملة «فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها» معطوفة أيضا.

كَذلِكَ: متعلقان بمحذوف حال أو مفعول مطلق

يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ: فعل مضارع ولفظ الجلالة فاعل وآياته مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم لكم متعلقان بيبين

لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ: لعل واسمها وجملة تهتدون خبرها وجملة لعلكم استئنافية.

وَاعْتَصِمُوا: تمسكوا

بِحَبْلِ اللَّهِ: هو العهد أو الدين أو القرآن أو الإسلام، وكل ذلك مترادف المعنى

شَفا حُفْرَةٍ: طرف حفرة، وأشفى على الشيء: أشرف عليه.

وهو مثل يضرب في القرب من الهلاك. وأريد به هنا القرب من النار أي ليس بينكم وبين الوقوع في النار إلا أن تموتوا كفارًا

فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها: بالإيمان

كَذلِكَ: كما بيّن لكم ما ذكر يبين لكم الآيات.