لـمّا كان اليهود يشكّكون في موضوع القبلة عاد القرآن الكريم للحديث عن سيّدنا إبراهيم عليه السَّلام وكيف أنّ الله ابتلاه وامتحنه.
والامتحان كما يكون بالشرّ يكون بالنّعمة والخير، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء].
والاصطفاء يكون بعد الابتلاء، فقد يبتليك ليصطفيك ويرفع مقامك عنده.
﴿وَإِذِ ابْتَلَى﴾: وإذ امتحن. امتحنه ليصطفيه، فالاصطفاء يكون من خلال امتحان وبعد ابتلاء، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ﴾ [النّجم].
﴿بِكَلِمَاتٍ﴾: والكلمات تتضمّن أوامر، ووفّى إبراهيم فجعله الله تعالى إماماً وقائداً للبشريّة من بعده، فالإمامة لا تأتي إلّا بعد ابتلاء.
وأهمّ الابتلاءات الّتي واجهت إبراهيم هو ابتلاؤه بالحرق بالنّار، والابتلاء الآخر هو أمر الله له بذبح ابنه إسماعيل. وعندما انقاد إبراهيم واستسلم لأمر الله جعله الله للنّاس إماماً في الدّين والقيم، وهو يريد الخير لأبنائه وذريّته، شأنه في ذلك شأن كلّ أب.
﴿قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾: فاستثنى الله تعالى الظّالمين من أولاد إسحاق عليه السَّلام.