﴿الْبَيْتَ﴾: البيتوتة: الرّاحة والسّكن والاطمئنان.
﴿مَثَابَةً﴾: المثابة: المرجع، وكلّ من يزور البيت يتمنّى أن يرجع إليه، والمعنى الآخر هو أنّ من يدخل البيت تتوق نفسه للعودة إليه.
﴿وَأَمْناً﴾: هذا أمر تكليفيّ وليس أمراً إخباريّاً، فالله تعالى يأمرنا أن نؤمّن من دخل البيت، ولا يجوز أن يُعتدى عليه.
﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾: عندما أُمر سيّدنا إبراهيم عليه السَّلام برفع القواعد، وضع حَجَراً ليقف عليه، وضعه له ابنه إسماعيل عليه السَّلام ليرتفع عليه كلّما ارتفع البناء وجعل إسماعيل يناوله الحجر، مقام إبراهيم مكاناً لا يصلّى فيه فيبقى في المكان فرجة وفسحة عند الطّواف، فطلب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه من النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يتّخذ من مقام إبراهيم عليه السَّلام مصلّى فنزلت الآية.
وهذا يدلّ على أنّ الّذي بنى البيت لأوّل مرّة ليس إبراهيم عليه السَّلام لأنّ مكان البيت كان موجوداً، كما قال الله سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم عليه السَّلام ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ﴾ [إبراهيم] فالبيت الحرام كان موجوداً، وليس إبراهيم عليه السَّلام هو أوّل من بناه.
والطّائفون: هم الّذين يدورون حول البيت، ﴿وَالْعَاكِفِينَ﴾: الّذين يمكثون في البيت للعبادة، والرّكوع والسّجود.