الآية رقم (76) - وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ

غدت اليد العليا والكلمة للمسلمين في المدينة المنوّرة في زمن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فكان اليهود إذا لقوا الّذين آمنوا يقولون: آمنّا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا: لا تخبروهم بما جاء في التّوراة كي لا يحاجّوكم به عند ربّكم، والحجّة دائماً وأبداً لديننا.

وفي التّوراة أوصاف النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما قال عبد الله بن سلام الّذي كان من أحبار اليهود وأسلم([1]): “إنّي لأجد أوصاف محمّد عليه الصّلاة والسّلام في التّوراة حتّى كأنّي أعرفه”. وهم يحرّفون من التّوراة ما يتعلّق بذكر صفة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكان فريق من اليهود يوصي بعضهم بعضاً بأن لا يحدّثوا أحداً من المسلمين بما جاء في كتابهم من ذكر أوصاف النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كي لا نحاججهم بها. ويردّ الله سبحانه وتعالى عليهم بقوله:


([1]) عن أنس بن مالك: أنّ عبد الله بن سلام جاء إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مقدمه المدينة فقال: إنّي سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلّا نبيّ، ما أوّل أشراط السّاعة، وأوّل ما يأكل أهل الجنّة، والولد ينزع إلى أبيه وإلى أمّه، قال: «أخبرني بهنّ جبريل آنفاً»، قال عبد الله بن سلام: ذاك عدوّ اليهود من الملائكة، قال: «أمّا أوّل أشراط السّاعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأمّا أوّل طعام يأكله أهل الجنّة فزيادة كبد حوت، وأمّا الولد فإذا سبق ماء الرّجل نزع وإن سبق ماء المرأة نزعته»، قال: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله.

وَإِذا: الواو استئنافية، إذا ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه متعلق بجوابه.

لَقُوا: فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة.

الَّذِينَ: اسم موصول مفعول به.

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.

قالُوا: فعل ماض وفاعل والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها.

آمَنَّا: فعل ماض مبني على السكون، ونا فاعل والجملة مقول القول.

وَإِذا: معطوفة على إذا الأولى.

خَلا: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة.

بَعْضُهُمْ: فاعل.

إِلى بَعْضٍ: متعلقان بالفعل خلا. والجملة في محل جر بالإضافة.

قالُوا: فعل ماض وفاعل. والجملة جواب إذا.

أَتُحَدِّثُونَهُمْ: الهمزة استفهامية، تحدثونهم فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة مقول القول.

بِما: الباء حرف جر ما موصولة أو مصدرية والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما

(فَتَحَ اللَّهُ): لا محل لها صلة الموصول.

عَلَيْكُمْ: متعلقان بفتح.

لِيُحَاجُّوكُمْ: اللام لام العاقبة أو الصيرورة وهي كلام التعليل.

يحاجوكم: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام العاقبة وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل والكاف في محل نصب مفعول به

والمصدر المؤول في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بالفعل تحدثونهم.

بِهِ: متعلقان بيحاجوكم.

عِنْدَ: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله.

رَبِّكُمْ: مضاف إليه.

أَفَلا تَعْقِلُونَ: تقدم إعرابها.

وَإِذا لَقُوا: أي منافقوا اليهود

وَإِذا خَلا: رجع ومضى إليه، أو انفرد معه.

فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ: حكم به أو قصه عليكم أو عرفكم في التوراة من نعت محمد صلّى الله عليه وسلّم.

لِيُحَاجُّوكُمْ: ليخاصموكم ويجادلوكم، واللام للصيرورة عِنْدَ رَبِّكُمْ في الآخرة، أي يقيموا عليكم الحجة في ترك اتباعه مع علمهم

بصدقه.