غدت اليد العليا والكلمة للمسلمين في المدينة المنوّرة في زمن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فكان اليهود إذا لقوا الّذين آمنوا يقولون: آمنّا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا: لا تخبروهم بما جاء في التّوراة كي لا يحاجّوكم به عند ربّكم، والحجّة دائماً وأبداً لديننا.
وفي التّوراة أوصاف النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما قال عبد الله بن سلام الّذي كان من أحبار اليهود وأسلم([1]): “إنّي لأجد أوصاف محمّد عليه الصّلاة والسّلام في التّوراة حتّى كأنّي أعرفه”. وهم يحرّفون من التّوراة ما يتعلّق بذكر صفة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكان فريق من اليهود يوصي بعضهم بعضاً بأن لا يحدّثوا أحداً من المسلمين بما جاء في كتابهم من ذكر أوصاف النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كي لا نحاججهم بها. ويردّ الله سبحانه وتعالى عليهم بقوله:
([1]) عن أنس بن مالك: أنّ عبد الله بن سلام جاء إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مقدمه المدينة فقال: إنّي سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلّا نبيّ، ما أوّل أشراط السّاعة، وأوّل ما يأكل أهل الجنّة، والولد ينزع إلى أبيه وإلى أمّه، قال: «أخبرني بهنّ جبريل آنفاً»، قال عبد الله بن سلام: ذاك عدوّ اليهود من الملائكة، قال: «أمّا أوّل أشراط السّاعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأمّا أوّل طعام يأكله أهل الجنّة فزيادة كبد حوت، وأمّا الولد فإذا سبق ماء الرّجل نزع وإن سبق ماء المرأة نزعته»، قال: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله.