الآية رقم (151) - كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ

الحديث هنا لأمّة الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، أي أرسلنا إليكم رسولاً وُلِد ونشأ بينكم وشبّ واستقام وهو معكم، عرفتم صدقه وأمانته واستقامته، يتحدّث بلهجتكم، رسولاً عربيّاً بلسان عربيّ مبين.

﴿يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا﴾: يبلّغكم القرآن بتلاوته عليكم.

﴿وَيُزَكِّيكُمْ﴾: يطهرّكم من الرّجس، من عبادة الأوثان ووأد البنات وأكل الحرام وشرب الخمر والظّلم والعدوان.

﴿وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾: هناك تلاوة للكتاب، وهنا تعليم للكتاب والحكمة وهي سنّة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾ [الأحزاب: من الآية 34].

كَما: الكاف حرف جر ما مصدرية.

أَرْسَلْنا: فعل ماض وفاعل والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمفعول مطلق محذوف.

فِيكُمْ: متعلقان بأرسلنا.

رَسُولًا: مفعول به.

مِنْكُمْ: متعلقان بالفعل قبلهما.

يَتْلُوا: فعل مضارع.

عَلَيْكُمْ: متعلقان بيتلوا.

آياتِنا: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة في محل نصب صفة لرسول.

وَيُزَكِّيكُمْ: فعل مضارع والكاف مفعول به. ومثلها:

وَيُعَلِّمُكُمُ: والجملة معطوفة.

الْكِتابَ: مفعول به.

وَالْحِكْمَةَ: اسم معطوف.

وَيُعَلِّمُكُمُ: فعل مضارع والكاف مفعول به أول.

ما: اسم موصول

لَمْ تَكُونُوا:  فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والواو اسمها.

تَعْلَمُونَ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة في محل نصب خبر وجملة لم تكونوا صلة الموصول.

كَما أَرْسَلْنا: متعلق ب (أتمَّ) أي إتماماً كإتمامها بإرسالنا.

يُزَكِّيكُمْ: يطهركم من الشرك.

الْكِتابَ: القرآن.

وَالْحِكْمَةَ: العلم النافع، وما في القرآن من الأحكام، وقال بعضهم: الحكمة: السنة النّبوية.

هناك جناس الاشتقاق بين أَرْسَلْنا ورَسُولًا.

وهناك إطناب بذكر العام بعد الخاص لإفادة الشمول، وهو قوله: وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ بعد قوله: وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ.