الآية رقم (213) - كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

لماذا اختلفوا؟ (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) عندما نزل آدم وحواء كانا أمّة واحدة، فلا اختلاف بين النّاس، والاختلاف ينشأ من تعدّد المنافع، وأن تكون المطامع أكثر من المنافع، عندها يحدث الاختلاف والمشكلات، فالأرض واسعة، وكان البشر قلائل، آدم وحواء وابني آدم وزوجتيهما، والأرض متّسعة، والرّزق متّسع، وكلّ شيء متّسع، فمن أين يأتي الخلاف في ذلك الوقت، فالنّاس يُعبّر به عن آدم وحواء بقوله سبحانه وتعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) وكانوا مؤمنين بالله جلّ وعلا على الفطرة؛ لأنّ آدم وحواء نزلا بالمنهج الإلهيّ، كما قال سبحانه وتعالى: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة]، نزلا ومعهما المنهج، ولا يوجد خلاف، لكن المطامع عندما تتّسع ترتبط بالمنافع فعندها يحدث الخلاف، ولا يحدث الخلاف إلّا من خلال بغي النّاس على بعضهم وأخذ حقوق الآخرين، للاستئثار بالمنافع ومحبّتها والطّمع بها.

كانَ النَّاسُ أُمَّةً: كان واسمها وخبرها.

واحِدَةً: صفة.

فَبَعَثَ: الفاء عاطفة.

بعث اللَّهُ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل والجملة معطوفة على جملة محذوفة أي كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله.

النَّبِيِّينَ: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

مُبَشِّرِينَ: حال.

وَمُنْذِرِينَ: عطف.

وَأَنْزَلَ: الواو حرف عطف أنزل فعل ماض والفاعل هو يعود إلى الله.

مَعَهُمُ: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله.

الْكِتابَ: مفعول به.

لِيَحْكُمَ: اللام لام التعليل يحكم مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وهي والفعل في تأويل مصدر في محل جر باللام

والجار والمجرور متعلقان بالفعل أنزل.

بَيْنَ: ظرف مكان متعلق بيحكم.

النَّاس: مضاف إليه.

فِيمَا: ما موصولية ومتعلقان بيحكم

اخْتَلَفُوا: ماض والواو فاعله والجملة صلة.

وَمَا: الواو عاطفة، ما نافية.

اخْتَلَفَ: ماض.

فِيهِ: متعلقان باختلف.

إِلَّا: أداة حصر.

الَّذِينَ: اسم موصول فاعل

أُوتُوهُ: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو نائب فاعل وهو المفعول الأول والهاء المفعول الثاني.

مِنْ بَعْدِ: متعلقان باختلف.

ما جاءَتْهُمُ: ما مصدرية جاءتهم فعل ماض ومفعول به وهو مؤول مع ما المصدرية بمصدر في محل جر بالإضافة.

الْبَيِّناتُ: فاعل.

بَغْياً: مفعول لأجله.

بَيْنَهُمْ: ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة بغيا.

فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل والذين مفعول به وآمنوا ماض وفاعله والجملة صلة الموصول.

لِمَا: متعلقان بهدى.

اخْتَلَفُوا: فعل ماض وفاعل.

فِيهِ: متعلقان بالفعل والجملة صلة الموصول ما.

مِنَ الْحَقِّ: متعلقان بمحذوف حال من ما.

بِإِذْنِهِ: متعلقان بهدى.

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ.

يَهْدِي: فعل مضارع والفاعل هو يعود إلى الله والجملة خبر.

مِنْ: اسم موصول مفعول به.

يَشاءُ: فعل مضارع والجملة صلة الموصول.

إِلى صِراطٍ: متعلقان بيهدي.

مُسْتَقِيمٍ: صفة.

كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فيه إيجاز بالحذف أي كانوا على ملة واحدة وهي الإيمان والتمسك بالحق

فاختلفوا: بأن آمن بعض وكفر بعض.

المراد بها هنا في رأي كثير من المفسرين:

الملة: أي أن جميع الأنبياء والرسل على دين واحد.

وقال آخرون: إنَّ الأمة في هذه الآية بمعنى الجماعة.

مُبَشِّرِينَ: المؤمنين بالجنة.

وَمُنْذِرِينَ: الكافرين بالنار.

الْكِتابَ: أي الكتب.الْبَيِّناتُ الحجج الظاهرة على التوحيد.

مِنْ بَعْدِ متعلقة باختلف، وهي وما بعدها مقدم على الاستثناء في المعنى.

بَغْياً: حسداً.

مِنَ الْحَقِّ من بيانية.

بِإِذْنِهِ: بإرادته.