الآية رقم (38) - قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

وعدهم الله سبحانه وتعالى بالهدى، وهو الدّلالة على الطّريق السّويّ، والهداية إلى طريق الأنبياء والمرسلين. فحين قال لهم: ﴿اهْبِطُواطمأنهم بقوله: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، أي أنّ هبوطكم إلى الأرض ليس نهاية أمركم، بل من تبع هدى الله سبحانه وتعالى وهو في الأرض فلا خوف عليه ولا حزن. والفرق بين الخوف والحزن: هو أنّ الخوف يكون ممّا سيقع، والحزن على ما وقع فعلاً.

قُلْنَا: فعل ماض وفاعل والجملة مستأنفة.

اهْبِطُوا: فعل أمر وفاعل والجملة مقول القول.

مِنْها: متعلقان باهبطوا.

جَمِيعاً: حال منصوبة.

فَإِمَّا: الفاء استئنافية، إن شرطية ما زائدة.

يَأْتِيَنَّكُمْ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم فعل الشرط، والنون حرف لا محل له

والكاف مفعول به، والميم لجمع الذكور.

مِنِّي: متعلقان بيأتينكم.

هُدىً: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المحذوفة.

فَمَنْ: الفاء رابطة للجواب، من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.

تَبِعَ: فعل ماض والفاعل هو وجملة تبع في محل رفع خبر من.

(من تبع): في محل جزم جواب الشرط. وجملة يأتينكم استئنافية.

هُدايَ: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء في محل جر بالإضافة.

فَلا: الفاء واقعة في جواب الشرط. لا نافية لا محل لها لأنها تكررت.

خَوْفٌ: مبتدأ.

عَلَيْهِمْ: متعلقان بمحذوف خبر.

وَلا: الواو عاطفة، لا نافية.

هُمْ: ضمير منفصل مبتدأ.

يَحْزَنُونَ: فعل وفاعل والجملة خبر. وجملة لا خوف عليهم في محل جزم جواب الشرط.

(لا هم يحزنون): معطوفة.

إشارة إلى أن أفعال العباد مخلوقة من الله تعالى، خلافا للقدرية وغيرهم القائلين: إن العبد يخلق أفعال نفسه.

ودلّت الآية على أنَّ من جاءه الهدى على لسان رسول واتبعه، فقد فاز بالنجاة في الآخرة