وسيكون هناك فريقان في الآخرة: فريقٌ في الجنّة: وهم المهتدون الّذين يتّبعون هدي الأنبياء والمرسلين، وما يأتون به من كتب سماويّة. وفريقٌ في النّار: وهم الّذين كفروا وكذّبوا بآيات الله سبحانه وتعالى. فهناك ثواب وعقاب بناءً على ما جاء من أوامرَ ونواهٍ.
وفي قانون البشر لا بدّ من رادع من العقوبات، كي يمنع النّاس من ارتكاب المحظورات، فالمختلس يُسجن، والمتأخّر عن دوامه يُقتطع جزء من راتبه، والمتغيّب يُفصَل… وهكذا.
كذلك الله عزَّوجل قد وضع العقوبات على المخالفات، وما دامت هناك عقوبة، فهناك: (افعل ولا تفعل)، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾. الآية هي المعجزة، وكلّ آية من آيات القرآن معجزة. وهناك آيات علميّة، وآيات تدلّ على الله عزَّوجل: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ ]آل عمران[، فالآية تُطلق على الأمر العجيب، كما أخبر الله تبارك وتعالى عمّا جرى بين موسى عليه السَّلام وفرعون: ﴿قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾ ]الأعراف[. وتُطلق على آيات القرآن الكريم.
وقد أنذر الله سبحانه وتعالى من يكذّب بآياته، ولا يسير على منهجه، بأنّهم أصحاب النّار هم فيها خالدون.