﴿قَدْ﴾: حرف تحقيق.
﴿نَرَىٰ﴾: رأى اللهُ تقلّبَ وجهكَ في السّماء، أتت ﴿نَرَىٰ﴾ بصيغة المضارع، كان الرّسول في منتهى الأدب مع الله سبحانه وتعالى وكانت عواطفه متّجهة إلى بيت الله الحرام ليكون قبلة له صلَّى الله عليه وسلَّم ولأمّته في الصّلاة، فقال الله: ﴿قَدْ نَرَىٰ﴾ هو لم يطلب من الله عزَّ وجلَّ. وتقلّب الوجه علامة على الميل والرّغبة والتّمنّي، وكان الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم راضياً بأمر الله وراضياً بتوجيه الله سبحانه وتعالى، بدليل أنّه امتثل لأمر الله، ولكن عواطف القلب لا يملكها، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «هذا قسمي في ما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك»([1])، يعني القلب.
﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾: هذه من أعظم الآيات الّتي نزلت على سيّدنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم والّتي تُشير بأنّ الله يرغب في إرضاء حبيبه محمّداً صلَّى الله عليه وسلَّم، سيما وقد قال عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ﴾ [الضّحى].
﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ﴾: توجّه بكلّيتك في صلاتك.
﴿شَطْرَ﴾: جهة أو نحو، والشّطر في اللّغة: النّصف.
﴿وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ﴾: الله جلَّ جلاله مطّلع على سرائرهم، وجاء بالأمر التّكليفيّ بالتّوجّه إلى المسجد الحرام.
والمشركون هم أنفسهم كانوا يقرّون بقدسيّة البيت الحرام بعيداً عن الأصنام الّتي كانت حوله، فنصبوا الأصنام وأرادوا لها أن تأخذ قدسيّة من بيت الله الحرام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ