﴿نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ﴾: أي جاءهم أنبياء مذكّرين ومبشّرين بالجنّة ومنذرين من النّار، ويذكّرون النّاس بما نسوا من فطرة الإيمان من الرّسالات الّتي سبقت.
﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾: لماذا؟ لأنّ الإنسان كما يُقال بالمثل: لا يقع عن حصيرةٍ، لكن فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء فيغترّ الإنسان بالمال والجاه والصّحّة. ﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ﴾، لم يقل: (فتحنا لهم)، بل (عليهم)، أي مفتوحٌ عليهم بالنّقم، وليس بالنّعم، ولكنّهم لم يروا هذا، بينما يقول للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ [الفتح]، لم يقل: (إنّا فتحنا عليك).
الله سبحانه وتعالى يُذكِّر الخلق بالنّقمة وبالنّعمة، فقد يعطي النّعمة تحذيراً، وقد يعطي النّقمة أيضاً من أجل أن يرجع الإنسان إلى الطّريق.
﴿حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾: مبلسون أي يائسون، إذا فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء نسوا ما ذكّروا به وغرّتهم الحياة الدّنيا، وزيّن لهم الشّيطان الباطل، ففرحو بما أوتوا، فأخذهم الله سبحانه وتعالى فجأة فإذا هم يائسون.