الآية رقم (43) - فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾؛ لأنّ الشّيطان ليس له حجّةٌ على الإنسان، وإنّما عليه التّزيين فقط، ولكن الحجّة على الإنسان الّذي يتّبع الشّيطان.

فَلَوْلا: الفاء استئنافية لولا: حرف تحضيض.

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمن متعلق بالفعل تضرعوا بعده

جاءَهُمْ بَأْسُنا: فعل ماض ومفعوله وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة، وجملة «فلولا تضرعوا» استئنافية لا محل لها

وَلكِنْ: الواو عاطفة، لكن مخففة للاستدراك

قَسَتْ قُلُوبُهُمْ: فعل ماض وفاعله والتاء للتأنيث والجملة معطوفة

وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والشيطان فاعله واسم الموصول (ما) مفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها

كانُوا يَعْمَلُونَ: كان والواو اسمها وجملة يعملون خبرها وجملة كانوا صلة الموصول لا محل لها.

فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا: لولا تحضيض ، وهي التي تلي الفعل بمعنى هلا ; وهذا عتاب على ترك الدعاء وإخبار عنهم أنهم لم يتضرعوا حين نزول العذاب.

ويجوز أن يكونوا تضرعوا تضرع من لم يخلص، أو تضرعوا حين لابسهم العذاب ، والتضرع على هذه الوجوه غير نافع . والدعاء مأمور به حال الرخاء والشدة; قال الله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وقال:(إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) أي: دعائي سيدخلون جهنم داخرين وهذا وعيد شديد .

ولكن قست قلوبهم: أي : صلبت وغلظت ، وهي عبارة عن الكفر والإصرار على المعصية، نسأل الله العافية . وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون: أغواهم بالمعاصي وحملهم عليها .