الآية رقم (1) - الم

تبدأ سورة (البقرة) بقوله سبحانه وتعالى: ﴿الم﴾، فما معنى هذه الحروف؟

وليس هناك كتاب على وجه الأرض يبدأ بحروف كهذه.

هذه أحرف مبنى، وليست أحرف معنى.. فحروف المعاني تُفيد المعنى، مثل: في: تُفيد الظّرفيّة، وعلى: تُفيد الاستعلاء، ومن: تُفيد الابتداء، وإلى: تُفيد الانتهاء، أمّا ﴿الم﴾ فهي حروف مبنى لا نُسأل عن معناها، وليس هناك كتاب يبدأ بحروف لا معنى لها.

ولو أنّ القرآن من عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أو اجتمعت الإنس والجنّ على أن يكتبوا الكتاب لا يخطر في بال أحدٍ أبداً أن يكتب كتاباً موجّهاً للنّاس إلّا بمعاني وأحرف لها معنى، كي لا يحدث إشكال.

فلماذا جاءت هذه الأحرف المقطّعة، وليس في القرآن الكريم حرف ولا كلمة ولا حركة إلّا ولها معنًى؟! وهذه الأحرف، وإن كنّا لا ندرك معناها، فإنّ لها عند منزِّلها معنى كبير، وهي من أكثر الآيات المتشابهات في القرآن الكريم الّتي تدلّ على إعجاز القرآن، وتدلّ على أنّه من عند الله عزَّوجل، وليس من عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهذه الأحرف تشبه كلمة السّــــرّ الّتي تضعها الجيوش فيما بينها ولا يعرف معناها عامّة النّاس إذا سمعوها، أمّا عند من وضعها فإنّ معناها سرّ قد يؤدّي إلى حرب أو إلى قضيّة كبيرة.

الم: أحرف مقطعة مبنية غير معربة، وكذلك سائر حروف الهجاء في أوائل السور.

الم: الحروف المقطعة في أوائل السور للتنبيه مثل ألا ويا، لتنبيه المخاطب إلى ما يلقى بعدها إِلهَ الإله هو المعبود بحق