الآية رقم (1) - الم

وهنا كأنّ القرآن الكريم يقول لنا: اقرأ القرآن الكريم بسرّ الله سبحانه وتعالى فيك، وبسرّ الله سبحانه وتعالى فيه، اقرأه بالرّوح؛ لأنّها مفاتيحها، واقرأه بسرّ الله سبحانه وتعالى فيه، علمتَ سرّ هذه الأحرف أم لم تعلم، ولذلك قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «..فما كان من محكمه فاعملوا به، وما كان من متشابهه فآمنوا به»([1])، فنحن لم ندرك المعنى حتّى الآن، وهناك اختلاف في تفسير فواتح السّور من الحروف المقطّعة، والمهمّ أنّها سرّ من الأسرار وليس كلّ ما لا تُدركه لا يستفاد منه، فأنت تستفيد من الكهرباء ولا تُدرك ماهيّتها، وكأنّ الله سبحانه وتعالى هنا يقول لك: اقرأ القرآن الكريم بسرّ الله الموضوع في كتابه، وهذه من الأسرار الّتي وُضعت في القرآن الكريم، وهي مفاتيح الرّوح.

والقرآن الكريم لا يؤخذ على نسق واحد، ولو كان يؤخذ على نسق واحد لوجدنا البسملة مقطّعة أيضاً، فنحن نقرأ ونكتب: ﴿بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ﴾ (بسم): بثلاثة أحرف من غير ألف بين الباء والسّين، أمّا في سورة (العلق) فكتبت: ﴿بِاسْمِ﴾ مع وجود الألف، ونجد كلمة (تبارك) مرّة فيها ألِف: ﴿تَبَارَكَ﴾ [الفرقان: من الآية 1]، ومرّة من غير ألِف: ﴿تَبٰرَكَ﴾ [الملك: من الآية 1].     

وعلينا أن لا نقرأ القرآن الكريم كأيّ كتاب عاديّ؛ لأنّ مُنزّل القرآن الكريم هو الله سبحانه وتعالى وليس بشراً مثلنا نتلقّى عنه.

الم: أحرف مقطعة مبنية غير معربة، وكذلك سائر حروف الهجاء في أوائل السور.

الم: الحروف المقطعة في أوائل السور للتنبيه مثل ألا ويا، لتنبيه المخاطب إلى ما يلقى بعدها إِلهَ الإله هو المعبود بحق