الآية رقم (100) - أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ

العهود الّتي أخذت على بني إسرائيل كثيرة جدّاً.. منذ أن أنزل الله عليهم المنّ والسّلوى، وعفا عنهم عندما عبدوا العجل، وعندما جاوز بهم البحر ونجّاهم من آل فرعون.. وعندما نزلت التّوراة كانت الميثاق والعهد الّذي أخذه الله عليهم، وفيها تبشير بالنّبيّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم وذكر لأوصافه.

﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم: لم يقل: نبذوه؛ لأنّه لا يعمّم الحكم على جميع اليهود، فهناك من آمن منهم والتزم بميثاق الله، مثل كعب الأحبار وعبد الله بن سلام.. وغيرهم، وهذا مصداق لقول الله سبحانه وتعالى. من صفات اليهود أنّهم كلّما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم، وكأنّ نقض العهود من طبعهم وجبلّتهم، فكلّ الاتّفاقيّات الّتي يوقّعها اليهود الصّهاينة في عصرنا هذا يوافق عليها فريق منهم وينكرها فريق آخر، وكأنّهم يتّفقون فيما بينهم على ذلك، وكأنّ هذه الصّفة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.

أَوَكُلَّما: الهمزة للاستفهام الإنكاري الواو عاطفة كلما مفعول فيه ظرف زمان يتضمن معنى الشرط.

عاهَدُوا: فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل.

عَهْداً: مفعول به ثان للفعل عاهدوا والمفعول الأول محذوف تقديره عاهدوا الله عهدا. وقيل مفعول مطلق والجملة معطوفة.

نَبَذَهُ: فعل ماض والهاء مفعول به مقدم.

فَرِيقٌ: فاعل مؤخر.

مِنْهُمْ: متعلقان بصفة لفريق.والجملة لا محل لها جواب الشرط.

بَلْ: حرف إضراب وعطف.

أَكْثَرُهُمْ: مبتدأ، هم في محل جر بالإضافة.

لا يُؤْمِنُونَ: لا نافية يؤمنون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. والجملة الاسمية معطوفة على سابقتها.

عاهَدُوا عَهْداً: على الإيمان بالنبي إن خرج، أو النبي ألا يعاونوا عليه المشركين.

نَبَذَهُ: طرحه، والمراد نقضه، وهو جواب كلما، وهو محل الاستفهام الإنكاري بَلْ للانتقال.