فَرْق بين أن تُخَاطِب خاليَ الذّهن، وأنْ تُخَاطِب مَنْ لديه فكرة مُسْبقة، فخالي الذّهن يقبل منك، أمّا صاحب الفكرة المسْبقة فيعارضك، كذلك جاء من الكفّار ومن اليهود من يعارض كتاب الله تعالى وينكر ما جاء به، ومع أنّهم أعداء الإسلام وكارهون له لكْن إنْ سألتَهم عمّا أخبر به القرآن الكريم، يقولون: نعم نعرف هذا من كتبنا: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: من الآية 89]، لذلك سيّدنا عبد الله بن سلام عندما نظر إلى رسول الله ﷺ علم أنّه الرّسول الحقّ، فمالتْ نفسه إلى الإسلام وقال: والله إنّي لأعرف محمّداً كمعرفتي بابني، ومعرفتي بمحمّد أشدّ، وصدق الله تعالى حين قال عنهم: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾ [البقرة: من الآية 146].
﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَكۡثَرَ ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ﴾: لماذا أتى على ذكر بني إسرائيل هنا؟ الجواب: لأنّ شعب بني إسرائيل هم أكثر الشّعوب الّتي نقضت العقود والمواثيق، وقتلت الرّسل، واعتدت وتظاهرت مع المشركين على عداء النّبيّ صلى الله عليه وسلم.