﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى﴾: الوحي لغةً: إعلام بخفاء، وشرعاً: إعلام من الله عزَّ وجلَّ لرسول من رسله بمنهج خير لخَلْقه.
لقد قام فرعون بحملة دعاية لهذه المعركة مع موسى عليه السّلام وحشد النّاس لمشاهدة هذه المباراة، وهذا دليل على أنّه قدَّر أنّه سيَغلِب، لكن خيَّب الله عزَّ وجلَّ ظنّه، وكانت الجولة لمصلحة موسى عليه السّلام، فآمن السّحرة بالله عزَّ وجلَّ ربّ موسى وهارون، فأخذ يهدّدهم ويتوعّدهم، وهو يعلم أنَّ ما رأوْه من الآيات الباهرات يستوجب الإيمان، ومع ذلك لـمّا غُلِب فرعون وضاعتْ هيبته وجبّاريّته وقاهريّته سكت جمهور النّاس، واكتفوا بسماع أخبار موسى عليه السّلام، وظلّ هذا الوضع لمدّة طويلة من الزّمن حدث فيها الآيات التّسع الّتي أنزلها الله عزَّ وجلَّ ببني إسرائيل، وهكذا استشرى أمر موسى عليه السّلام وأصبحت له أغلبيّة وشعبيّة، وهنا يقول عزَّ وجلَّ: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ﴾، فالمؤامرة الآن عليه وعلى مَنْ معه من المؤمنين.
﴿أَنْ أَسْرِ﴾: الإسراء: المشي ليلاً.
﴿إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ﴾: يعني: سيتبعكم جنود فرعون، ويسيرون خلفكم.