الحقّ عزَّ وجلَّ يُبيِّن الحركة البطيئة للظّلّ فيقول: ﴿قَبْضًا يَسِيرًا﴾، لا تدركه أبداً؛ لأنّ في كلّ لحظة من لحظات الزّمن حركة، ولا يخلو الوقت مهما قَلَّ من الحركة، لكن ليس لدينا المقياس الّذي نُدرك به بُطْءَ هذه الحركة.
وقوله: ﴿ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا﴾ دليل على أنّ المسألة ليست ميكانيكيّة، إنّما هي بقيّوميّة الله عزَّ وجلَّ؛ لذلك فكأنّ الحقّ تعالى يقول: يا عبادي ناموا مِلْءَ جفونكم، فربُّكم قيُّوم على مصالحكم لا ينام.
وأهل المعرفة يستنبطون من ظاهرة الظّلّ أسراراً، فيروْنَ أنّ ظِلَّ الأشياء الشّاهقة المتعالية يخضع لله عزَّ وجلَّ، ويسجد على الأرض، مع أنّه متعالٍ شامخ، كما جاء في قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ [الرّعد]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ﴾[النّور: من الآية 41].