الآية رقم (30) - وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ

﴿وَلَوْ تَرَى﴾: يا محمّد.

﴿إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ﴾: وقفوا في هذا الموقف.

﴿قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ﴾: هذا ما كنتم تنكرونه في الدّنيا بأنّنا لسنا بمبعوثين ولن نقف هذا الموقف، ﴿أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ﴾.

عندما تحوّلوا إلى علم اليقين، ورأوا الجنّة جنّةً، والنّار ناراً، كان سيّدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: “والله لو كُشف عنّي الحجاب ورأيت النّار ناراً ورأيت الجنّة جنّةً ما زاد ذلك في إيماني شيئاً”؛ لأنّه آمن بالله سبحانه وتعالى وآمن برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. أمّا مشكلة بأنّنا نتمنّى أو نقول أو ندّعي بأنّ هذه الحياة الدّنيا هي منتهى الأمور فهذا لا يصحّ حتّى عقليّاً، فمن الأجدر أن نؤمن بأنّ هناك يوم حسابٍ لتنضبط حركة الإنسان في الحياة، وحتّى لا يتفلّت من الضّوابط القيميّة والأخلاقيّة، وليعلمَ بأنّه في هذا اليوم ستُنشر أعماله وسيُحاسب على الكبير والصّغير والقليل والقطمير ويتعرّض لرحمات الله سبحانه وتعالى ويتعرّض أيضاً لعذابه عزَّ وجلّ نتيجة لما ارتكب من آثام.

وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ: إعرابها كإعراب الآية «27» .

أَلَيْسَ هذا: الهمزة للاستفهام، وليس فعل ماض ناقص، واسم الإشارة في محل رفع اسمها

بِالْحَقِّ: الباء حرف جر زائد الحق اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ليس والجملة مقول القول.

قالُوا: فعل ماض وفاعل

بَلى: حرف جواب

وَرَبِّنا: الواو حرف جر وقسم، ربنا اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف نقسم

قالَ: الجملة مستأنفة

فَذُوقُوا: الفاء هي الفصيحة، إذ سئلتم فاعترفتم فذوقوا العذاب. وذوقوا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله

الْعَذابَ: مفعوله

بِما: الباء حرف جر وما مصدرية

كُنْتُمْ: كان والتاء اسمها

وجملة (تَكْفُرُونَ): في محل نصب خبرها، وما والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء أي: بسبب كفركم.

وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ: عرضوا على الله، لرأيت أمراً عظيماً

قالَ لهم: على لسان الملائكة توبيخاً

أَلَيْسَ هذا: البعث والحساب

بَلى وَرَبِّنا: إنه لحق

تَكْفُرُونَ: به في الدنيا كفروا بلقاء الله بالبعث