الخطاب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم, وعندما يقول المولى سبحانه وتعالى للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ﴿قُلْ﴾ كأنّه يخاطب من خلال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الأمّة كلّها, فإن كان القائل هو الله سبحانه وتعالى فنحن نمتثل لأمر الله عزَّ وجل، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا ينطق عن الهوى.
﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ﴾: الحديث موجّهٌ لليهود.
﴿هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ﴾: فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لجماعة خيبر وبني قينقاع وبني النّضير واليهود الّذين كانوا موجودين في ذلك الوقت: هل تنقمون لأنّنا آمنّا بالكتب والرّسل وبالتّوراة والإنجيل والزّبور، ومع ذلك تكرهون هذا الأمر؟
﴿وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ﴾: وهنا صيانة الاحتمال، فلم يقل: كلّكم، بل قال: ﴿أَكْثَرَكُمْ﴾ فنحن لا نهاجم اليهود كدينٍ يهوديٍّ.
﴿فَاسِقُونَ﴾: أي خارجون عن طاعة الله سبحانه وتعالى، ولو أنّكم أطعتم الله تبارك وتعالى لكنتم آمنتم بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم.