﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ﴾: شرّ ممّا تنقمون وتحقّقون من أذى بكراهيتكم وبغضكم وحربكم علينا؟!
﴿مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ﴾: هل الله عزَّ وجل يُثيب اليهود على ما يفعلونه؟ والجواب: هنا الله سبحانه وتعالى يريد أن يقلب المعايير، مثل قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [آل عمران: من الآية 21]، أي فأنذرهم بعذابٍ أليمٍ، فلو كان هذا القرآن من عند غير الله سبحانه وتعالى لكتب: (وأنذرهم)؛ لأنّ العذاب إنذارٌ وليس بشارةً، لكن الله جلّ وعلا أراد من خلال هذه اللّغة الّتي قدّسها القرآن الكريم أن يتهكّم بهم؛ لأنّه قلب المعايير والموازين فقال: ﴿مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ﴾.
﴿مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ﴾: اليهود ملعونون ومغضوبٌ عليهم، فالله جلّ وعلا لعنهم أي طردهم من رحمته، وغضب عليهم بعد أن طردهم، والغضب معناه أنّ اللّعنة لا تنفكّ عنهم أبداً، فالغضب يلاحقهم، فهم إمّا الّذين اعتدوا في السّبت، أو أنّهم الّذين عبدوا العجل، أو الّذين أنكروا وكفروا بالمسيح عليه السَّلام بعد نزول المائدة.