يعتقد المنافقون أنّهم يخادعون الله سبحانه وتعالى، وهو خادعهم، هنا استخدم المشاكلة اللّفظيّة، لذلك لا نقول: إنّ الله سبحانه وتعالى خدّاع، لا يسمّى المولى سبحانه وتعالى إلّا بالأسماء الّتي سمّى بها نفسه، كما قال جلَّ جلاله: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: من الآية 30]، فلا تقلْ: إنّ اسماً من أسماء الله سبحانه وتعالى الماكر أو المخادع، هذه باللّغة من جنس المشاكلة اللفظيّة، والمخادعة هي التّبييت بخفاءٍ مع كذبٍ؛ فالمنافقون يخادعون الله سبحانه وتعالى أي يبيّتون بالخفاء ويكذبون، والله سبحانه وتعالى خادعهم أي يبطل تبيّيتهم.
﴿وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى﴾؛ لأنّهم في الأصل لا يهمّهم إلّا الأشكال، أن يُقال عنهم: إنّهم من المسلمين، وهم ليسوا من المؤمنين، يقومون إلى الصّلاة كسالى؛ لأنّهم لا يفهمون معنى الصّلاة بأنّها صلةٌ مع الخالق، وأخلاقٌ مع الخلق، وقد كان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول عن الصّلاة: «يا بلال، أقم الصّلاة، أرحنا بها»([1])، أمّا هؤلاء فيقولون: أرحنا منها يا بلال.