﴿إِن يَدْعُونَ﴾: إن هنا ليست أداة شرط، بل بمعنى (ما)، أي ما يدعون من دونه إلّا إناثاً؛ لأنّهم كانوا يقولون عن الملائكة: هم بنات الله جلّ وعلا، ويعبدونهم من دونه عزَّ وجل.
﴿وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا﴾: الحقيقة ما يدعون إلّا شيطاناً مريداً، كلمة المريد أي ملمسه أملس؛ فهو يتهرّب من كلّ أمرٍ من الأمور، المريد: الأملس الّذي لا تستطيع أن تحصل عليه ولا أن تمسك به، ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [إبراهيم]، إذاً هو فقط يعد النّاس وعداً، وهذا الوعد مريدٌ؛ لأنّه لا يُمسَك من مكان.