الآية رقم (113) - وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا

هذه الآية الكريمة متابعةٌ للآيات السّابقة الّتي تتعلق بحادثة طعمة بن أبيرق من بني ظُفر الّذي سرق الدّرع، وجاء القوم لعند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من أجل الحديث معه حتّى لا يحكم عليه، وإنّما يحكم على اليهوديّ، لكنّ الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم كان قد حكم بالعدل بينهما، وكان مصرّاً على هذا الحكم، وهي تتعلّق بالمكانة العظيمة لسيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولعصمة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى هو الّذي كرّمه وتفضّل عليه، فالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم معصومٌ من الخطّأ بتسديد الوحيّ لكلّ خطوةٍ ولكلّ أمرٍ منه صلَّى الله عليه وسلَّم.

﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ﴾: فضل الله سبحانه وتعالى وعطاؤه ورحمته الّتي أحاطها بنبيّه المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم، فكان مصدر خيرٍ ورحمةٍ للعالمين جميعاً.

وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ: لولا حرف شرط غير جازم والجار والمجرور متعلقان بالمبتدأ فضل والخبر محذوف

لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ: فعل ماض وفاعله والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة طائفة والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم

أَنْ يُضِلُّوكَ: المصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والتقدير: لهمت بإضلالك

وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ: فعل مضارع وفاعله ومفعوله إلا أداة حصر وما نافية والجملة في محل نصب حال

وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ: فعل مضارع والواو فاعله والكاف مفعوله والجملة معطوفة من شيء من حرف جر زائد شيء اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه نائب مفعول مطلق والتقدير: شيئا من الضرر

وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل والكتاب مفعول به والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة معطوفة كذلك «وَالْحِكْمَةَ»

عطف

وَعَلَّمَكَ ما: فعل ماض ومفعول به واسم الموصول ما بعده مفعول به ثان وفاعله مستتر والجملة معطوفة

لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ: تكن فعل مضارع ناقص مجزوم واسمها ضمير مستتر تقديره: أنت

جملة «تَعْلَمُ» خبرها وجملة لم تكن صلة الموصول

وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً: كان واسمها وخبرها والجار والمجرور متعلقان بالخبر عظيما.

لَهَمَّتْ: أضمرت.

أَنْ يُضِلُّوكَ: أن يصرفوك عن القضاء بالحق بتلبيسه عليك.

وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ: لأن وبال إضلالهم عليهم.

ومن: زائدة.