﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ﴾: لا تضعفوا في مواجهة أعدائكم، فهناك معادلة: ﴿إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ﴾، لكن في طرف المعادلة من جانبكم: ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ﴾ هذه هي المعادلة الإيمانيّة العظيمة، ساوى الله سبحانه وتعالى بين النّاس بالنّسبة للأسباب، فإذا أخذت بأسباب الله عزَّ وجلحقّقت النّتائج المطلوبة؛ لذلك لا بدّ من تطبيق قوله جلَّ جلاله: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: من الآية 60]، ترهبون ليس المقصود بالإرهاب الّذي يقولون عنه، وإنّما هو منع الاعتداءِ، وهو توازنٌ استراتيجيٌّ، توازن القوّة، ولا بدّ للحقّ من قوّةٍ تحميه، وأيّ دولةٍ من الدّول لا بدّ من أن تكون لها قوّةٌ حتّى تحمي الوطن من أيّ اعتداءٍ يحصل عليه، المعادلة هنا تساوي النّاس بشكلٍ عامٍّ في الألم والمشقّة والابتلاء والمصائب، بغضّ النّظر عن ساحة المعارك والقتال، صحيحٌ أنّ هناك خصوصيّة سببٍ بالنّسبة للمواجهة بين رسول الله وبين ومشركي مكّة في معركة بدر وأُحُد والخندق وغيرها لكن هنا خصوصيّة اللّفظ وعموميّة المعنى، المعادلة: ﴿إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ﴾، لكن الفارق بين المؤمن وغير المؤمن أنّه يرجو من الله سبحانه وتعالى