يتحدّث عن معركة وعن أناس اعتدوا على المسلمين وهذا أمر طبيعيّ أن يردّ المسلمون الاعتداء عن أنفسهم، ولا ينبغي أن تبتر الآية من السّياق.
(وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ): الثّقاف ما هو؟ هو أن تلمّ بأطراف أشياء متعدّدة، ويقال: ثقاف، إن أصلح اعوجاج العود وجعله مستوياً، والثّقافة تصلح من عقول النّاس، فهذه معانٍ في اللّغة العربية، لكن هنا: (حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) أي حيث وجدتموهم.
(وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ): تُشير إلى المعاملة بالمثل، بردّ الاعتداء.
(وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ): لماذا؟ لأنّ الفتنة تتسبّب في قتل الكثير من البشر، فهي أشدّ من القتل، وهي السّلاح الّذي يُستخدم من أجل القتل، فعندما تُثار فتنة في المجتمع قد تتسبّب في قتل هذا المجتمع بمجمله من جرّائها، لذلك نقول: مهما حاول الإرهابيّون والمتطرّفون أن يثيروا الفتنة فأوّل ردّ يكون بمنع وسدّ منافذ الفتن في البلاد، من خلال العودة إلى التّفسير الصّحيح للقرآن الكريم والتّأويل السّليم للسُّـنّة النّبويّة المطهّرة.
(وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ): لماذا؟ لأنّ للمسجد الحرام حرمة وقُدسيّة، وجعل الله من دخله آمناً، أي يجب أن يُؤمَّن على نفسه وماله.