﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا﴾: البلاغ: رسالة عامّة للنّاس جميعاً، وعندما يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ وكأنّ المبلَّغ عن المبلِّغ سبحانه وتعالى يجب أن يكون عابداً حتّى يفهم معنى هذا البلاغ، وحتّى يؤتي هذا البلاغ الثّمرة المطلوبة منه، ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا﴾: أي: بكلّ ما ورد سابقاً: بأنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون.
والبلاغ: الشّيء المهمّ الّذي يجب أن يعلمه النّاس؛ لذلك حين ينشغل النّاس بالحرب، وينتظرون أخبارها تأتيهم على صورة بلاغات، يقولون: بلاغ رقم واحد؛ لأنّه أمرٌ مهمّ، فقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا﴾: ما جاء به القرآن الكريم هو البلاغ الحقّ، والبلاغ الأعلى الّذي لم يترك لكم عذراً، ولا لغفلتكم مجالاً، ولا لمستدرك أنْ يستدرك عليه في شيء، فهو مُنتْهى ما يمكن أنْ أخبركم به، وهو بلاغ:
﴿لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾: يتلقّفون مُرادَ الله سبحانه وتعالى لينفّذوه، سواء أكان أمراً أمْ نَهياً.