لـمّا أحسَّ المكذِّبون بأْسَ الله عزَّ وجلّ وعذابه حاولوا الهرب ليتخلّصوا من العذاب، فقال لهم: ارجعوا إلى ما كنتم فيه، فلن يُنجيكم من عذاب الله عزَّ وجلّ شيء، ولا يفوت عذاب الله جلَّ جلاله فائت، فلمّا وجدوا أنفسهم في هذا الموقف لم يجدوا شيئاً إلّا الحسرة فتوجَّهوا إلى أنفسهم ليقرّعوها، ويحكموا عليها بأنّها تستحقّ ما نزل بها.
﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا﴾: ينادون على العذاب، كما تقول: يا بؤسي، أو: يا شقائي.
﴿إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾: ظالمين لأنفسهم؛ لأنّهم لا يستطيعون أن يظلموا ربّهم بأنّهم كفروا به، ولكنّهم ظلموا أنفسهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ﴾ [الزّخرف].