﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ﴾: فلست بِدعاً من الرّسل يا محمّد، فالرّسل من قبلك استُهزئ بهم، وهذا الاستهزاء من شيم أعداء الحقّ، فهم عندما يفشلون في الحجّة والبرهان يستخدمون أساليب الاستهزاء، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾]الحجر[، فالمولى جل جلاله تكفّل بهذا الأمر.
﴿ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾: الإملاء: الإمهال؛ أي أمهلتهم مدّة حتّى ظنّوا أنّهم غير معذّبين، والمولى عز وجل يمهل ولا يهمل، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾]الفجر[.
﴿ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ﴾: ثمّ: حرف عطفٍ على التّراخي، لم يقل تبارك وتعالى: (وأخذتهم)، أو (فأخذتهم)، بل على التّراخي؛ أي أنّ هناك إمهالٌ، وبعد الإمهال يأتي الإهلاك من الله عز وجل، ويأخذ الّذين ظلموا والّذين كفروا بأنواع العذاب.
﴿فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾: ترك للمستمع أن يتخيّل كيف كان هذا العقاب، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾]هود[.