﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ﴾: أوّلاً: هو عهد الإيمان بفطرة الإنسان المركوزة في داخله، والّتي تشير إلى الخالق سبحانه وتعالى وإلى وحدانيّته عز وجل، وتشير إلى وجود صانعٍ لهذا الكون أبدعه وخلقه، فهنا يبيّن الله سبحانه وتعالى أنّ هذا الوفاء إنّما يكون لهذا العهد الّذي هو بين الإنسان وبين ربّه. ثانياً: هذا العهد يتمّ توثيقه من خلال الأنبياء والرّسالات السّماويّة، وقد سهّل الله سبحانه وتعالى مهمّة الإيمان من خلال الفطرة الإنسانيّة، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ﴾]الأعراف[، فكانت هذه الفطرة هي الموجودة، والإنسان يولد على الفطرة كما بيّن النّبيّ ,، وجاء الأنبياء عليهم السلام وجاءت الرّسالات السّماويّة لتقول لنا مُراد المولى تعالى منّا، ولتبيّن لنا صفات الله سبحانه وتعالى، وتبيّن لنا الخير من الشّرّ، والثّواب والعقاب، أمّا بالنّسبة إلى الإيمان فالعهد هو الأساس الموجود والمركوز في داخل الفطرة الإنسانيّة البشريّة.
﴿وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾: ولا بدّ من الوفاء بهذا العهد وعدم نقض الميثاق، وميثاق الإيمان هو تكاليف الإيمان الّتي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا، وهذا العهد لا ينقضه الإنسان المؤمن، لذلك من صفات الإنسان العاقل الوفاء بالعهد، وعدم نقض ميثاق الإيمان الّذي أعلن الإنسان فيه إيمانه لله سبحانه وتعالى من خلال الأنبياء والرّسالات.