الآية رقم (2) - اللَّهُ الصَّمَدُ

﴿الصَّمَدُ﴾: للصّمد في اللّغة معنيان، أحدهما: أنّه لا جوف له؛ أي أنّه ليس جسماً ولا جوهراً، والمعنى الثّاني: هو السّيّد الّذي يُقصَد في الحوائج.

فالصّمد هو المقصود في الحوائج، وهو السّيّد الّذي كَمُل في سؤدده.

الآية رقم (3) - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ

﴿لَمْ يَلِدْ﴾: لأنّه لـم يفتقر إلى ما يُعينه، ولأنّه لا مُجانسة بينه وبين غيره، فهذا نفيٌ للشبه والـمُجانسة.

﴿وَلَمْ يُولَدْ﴾: فهو قديمٌ غير حادثٍ.

وفي آيةٍ أخرى يقول سبحانه وتعالى: ﴿سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ﴾ [النّساء: من الآية 171]، فالله جلَّ جلاله تنزّه عن الصّاحبة والولد، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشّورى: من الآية 11]..

الآية رقم (4) - وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ

﴿كُفُوًا﴾: الكفؤ: النّظير أو الشّبيه أو المثيل.

فالله سبحانه وتعالى ليس له شبيهٌ ولا نظيرٌ ولا مثيلٌ ولا ندٌّ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فليس هناك سميٌّ يساميه في صفات الكمال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشّورى: من الآية 11]، وهو واحدٌ في قدرته، واحدٌ في قوّته، واحدٌ في خلقه، واحدٌ في ذاته، واحدٌ في صفاته، لا ندّ له ولا شريك معه.

الآية رقم (1) - قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقرأ: سورة (الكافرون) في الرّكعة الأولى، وسورة (الإخلاص) في الثّانية، في سنّة الفجر، وفي سنّة الضّحى، وفي سنّة المغرب، وكذلك في صلاة المغرب ليلة الجُمُعة، وفي الصّبح يوم السّفر؛ ذلك لأنّ سورة (الكافرون) وسورة (الإخلاص) يكوِّنان معاً حقيقة التّوحيد الخالص؛ سلب الألوهيّة من غير الله سبحانه وتعالى، وإثباتها لله سبحانه وتعالى وحده، فقوله: ، ﴿لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ [الكافرون] سلبٌ، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ إيجابٌ، فكلمة التّوحيد عبارةٌ عن سلبٍ في: (لا إله)، وإيجابٌ في: (إلّا الله)، والإيجاب يأتي بعد السّلب؛ لأنّ الأصل في القاعدة الشّرعيّة: (درء المفاسد مقدّمٌ على جلب المصالح)، ولكلمة التّوحيد: (لا إله إلّا الله) أحوالٌ وأسرارٌ مع العارفين بالله سبحانه وتعالى ، فقد كان أحدهم يسأل الله جلَّ جلاله أن يُبقيَ عمره حتّى يكملها، مخافة أن يموت وهو يقول: (لا إله)؛ أي قبل أن يقول: (إلّا الله)، هذا من شدّة حرصهم عليها وخوفهم من مُباغتة الموت، وقال أحدهم: “العبادة تبدأ بـ (لا إله إلّا الله)”؛ أي هذه هي البداية العامّة.

﴿هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾: فالأحد تبارك وتعالى هو الّذي أخبرنا هذا الخبر، ليس له شريكٌ ولا مُنازعٌ يُنازعه هذا الحُكُم أو يردّه عليه، جاءت سورة (الإخلاص) تؤكِّد أنّ الحكم على أبي لهبٍ وامرأته حمّالة الحطب حكمٌ لا ينقضي.