الآية رقم (88) - خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ

(خَالِدِينَ فِيهَا): أي: في اللّعنة.

(لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ) أي: لا يفتّر عنهم العذاب ولا يخفّف عنهم ساعة واحدة.

الآية رقم (72) - وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

كيف سيحتال اليهود على المسلمين في المدينة المنوّرة؟ (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، لماذا؟ حتّى يُشيعوا الشّكّ في الدّين الإسلاميّ، ويزرعوا البلبلة في نفوس المؤمنين بخصوص هذا الدّين، فقد يقول بعض الأمّيّين: لقد اختبر أهل الكتاب هذا الدّين الجديد، وهم أهل علم بمناهج السّماء، ولم يجدوه مُطابقاً لها.

الآية رقم (87) - أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ

أي: يلعنهم الله ويلعنهم خلقه، واللّعنة: هي الطّرد من الرّحمة.

الآية رقم (71) - يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

(لِمَ تَلْبِسُونَ): اللّبس: هو إدخال شيء بشيء، لبس الإنسان أي أدخل جسمه في لباسه، فهم يخلطون الحقّ مع الباطل، ويكتمون الحقّ وهم يعلمون. فقد كانت أوصاف النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في التّوراة، كما قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه: (لقد عرفته حين رأيته كمعرفتي لابني، ومعرفتي لمحمّد أشدّ).

الآية رقم (86) - كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

سبب النّزول: عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: كان رجلٌ من الأنصار أسلم ثمّ ارتدّ ولحق بالشّرك، ثمّ ندم، فأرسل إلى قومه: أن سَلوا لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم: هل لي من توبة؟ قال: فنزلت: (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ) إلى قوله: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

(كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) أي: قامت عليهم الحجج والبراهين على صدق ما جاءهم به الرّسول، ووضح لهم الأمر، ثمّ ارتدّوا إلى ظلمة الشّرك، فكيف يستحقّ هؤلاء الهداية بعد ما تلبّسوا به من العماية؟! ولهذا قال بعدها: (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

الآية رقم (70) - يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ

قد يسأل سائل: هل شهد أهل الكتاب الآيات العجيبة في زمن النّبيّ؟ الجواب: نعم، فقد كان اليهود يَستفتحون على مَن يُقاتلونهم بمجيء نبيّ قادم سيتّبعونه، فيُنصَرون على أعدائهم، فلمّا بُعثَ النّبيّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم كفروا به بغياً وحسداً.

الآية رقم (85) - وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ): من سلك طريقاً سوى ما شرعه الله سبحانه وتعالى فلن يُقبل منه، كما قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ»([1]).

 


([1]) صحيح مسلم: كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة وردّ محدثات الأمور، الحديث رقم (1718).

الآية رقم (69) - وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ

(وَدَّت): أي تمنّت.

(طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ): وهذا، كما مرّ معنا، قانون صيانة الاحتمال، فليس كلّ أهل الكتاب تمنّوا إضلال المؤمنين.

(لَوْ يُضِلُّونَكُمْ): لماذا أحبّوا أن يُضلّوا المؤمنين؟ لأنّ المنحرف حين يرى المستقيم فإنّه يحتقر نفسه؛ لأنّه لم يستطع ضبط حركته على مقتضى التّكليف الإيمانيّ، فيحاول أن يأخذ الملتزم إلى جانب الانحراف.

الآية رقم (84) - قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ

(قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ): قل: تقتضي أن يأتي بعدها بصيغة المفرد، تقتضي أن يأتي بعدها: (آمنت)، لكن في القرآن الكريم كلّ كلمة جاذبة لمعناها، فالقرآن الكريم خطابٌ للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم، وكلّ خطابٍ للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم مأمورةٌ به أمّة النّبيّ؛ لذلك: (قُلْ آمَنَّا)، وليس (قل: آمنت).

(وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ): أرأيتم وحدة الرّسالات السّماويّة؟

والأسباط: هم بطون بني إسرائيل المتشعّبة من أولاد إسرائيل -وهو يعقوب- الاثني عشر.

(وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ): كلّنا له خاضعون.

الآية رقم (68) - إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ

(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) فأولى النّاس بإبراهيم عليه السلام ليس الّذين جاؤوا من ذريّته، بل الّذين اتّبعوه، ونبيّنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم قد اتّبع إبراهيم؛ لذلك لا علاقة لإبراهيم بمن جاء من نسله ممّن حرّفوا المنهج ولم يواصلوا الإيمان، فقد حسم الله سبحانه وتعالى هذه القضية مع إبراهيم عليه السلام عندما قال سبحانه وتعالى: (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة].

الآية رقم (83) - أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ

ينكر سبحانه وتعالى على من أراد ديناً سوى دين الله الّذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله، وهو عبادته وحده لا شريك له، الّذي أسلم له من في السّماوات والأرض، أي: استسلم له من فيهما طوعاً وكرهاً، كما قال سبحانه وتعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [الرّعد]، وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) [النّحل].

فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله سبحانه وتعالى، والكافر مستسلم لله سبحانه وتعالى كرهاً، فإنّه تحت التّسخير والقهر والسّلطان العظيم الّذي لا يُخالف ولا يُمانَع.

الآية رقم (67) - مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(ما كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا): وهذا تأكيد أنّ إبراهيم عليه السلام لم يكن يهوديّاً؛ لأنّ اليهوديّة جاءت من بعده، ولم يكن نصرانيّاً؛ لأنّ النّصرانيّة جاءت من بعده.

(وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا): معنى حنيفاً أي مائلاً عن الشّرك إلى التّوحيد.

الآية رقم (82) - فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

(فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ): عن هذا العهد والميثاق، (فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

الآية رقم (66) - هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ

والخطاب ما زال مستمرّاً لبني إسرائيل، يقول الله سبحانه وتعالى لهم: لقد جادلتم فيما بقي عندكم من التّوراة، وتريدون أن تأخذوا الجدل على أنّه باب مفتوح، فتجادلوا في كلّ شيء، وأنتم لا تعلمون ما يعلمه عالم الغيب والشّهادة جلّ وعلا.

الآية رقم (81) - وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ

يخبر سبحانه وتعالى أنّه أخذ ميثاق كلّ نبيّ بعثه من لدن آدم إلى عيسى عليه السلام، فمهما آتى الله أحدهم من كتاب وحكمة، وبلغ أيّ مبلغ، ثمّ جاءه رسول من بعده ليؤمننّ به ولينصرنّه، ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنّبوّة من اتّباع من بعث بعده ونصرته. أرأيتم وحدة المواكب الإيمانيّة، هنا يمنع التّعصّب، فكلّ نبيّ يؤمن بالنّبيّ الّذي قبله، فموكب الرّسالات من يوم أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان هو منهج متساند لا متعاند.

(قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي): إصري: عهدي.

الآية رقم (65) - يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ

إنّ إبراهيم عليه السلام لا يمكن أن يكون يهوديّاً كما يدّعي اليهود، فاليهوديّة جاءت من بعده، وكذلك النّصرانيّة، فلمَ المحاجّة إذاً؟ لقد أُنزلت التّوراة والإنجيل من بعد إبراهيم عليه السلام، فكيف يكون تابعاً لهما؟!

الآية رقم (80) - وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ

ليس لبشر آتاه الله سبحانه وتعالى الكتاب والحكم والنّبوّة أن يأمر النّاس باتّخاذ الملائكة والنّبيّين أرباباً؛ لأنّه من دعا إلى عبادة غير الله فقد دعا إلى الكفر، والأنبياء إنما يأمرون بالإيمان، وهو عبادة الله وحده لا شريك له.

الآية رقم (64) - قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ

وهذه آية عظيمة فالإسلام والقرآن الكريم يكرّم السّيّدة مريم العذراء والسّيّد المسيح، ويريد أيضاً أن يكون هناك توحيد للكلمة بين المسلمين والمسيحيّين، واجتماع الكلمة يكون على أن نعبد الله وحده، ولا نُشرك به أحداً.

(وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ): أي لا نجعل من بعضنا مشرِّعين يضعون الحلال والحرام، فذلك إنّما يكون من عند الله سبحانه وتعالى فقط.

الآية رقم (79) - مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ

(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ):

(وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ): يوجد قضيّتان تتعلّقان بالكتاب هنا:

1- العلم بالكتاب.

2- ودراسة الكتاب.

فإذاً العلم شيء والدّراسة شيء آخر، فالدّراسة هي بحث فكريّ.

الآية رقم (63) - فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ

(فَإِن تَوَلَّوْا): التّولّي عكس الإقبال، إمّا أن تُقبل على الشّيء وتَقبل به، وإمّا تتولّى وتُعرض.

(فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ): يريدون الإفساد ولا يريدون الحجّة والنّقاش والعقل والعلم والدّليل أنّ عيسى عليه السلام خلقه الله سبحانه وتعالى من غير أب.