الآية رقم (8) - وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ

إِلى أُمَّةٍ المراد: إلى أجل معلوم، أي إلى مجيء أوقات أمة. والأمة في الأصل: الجماعة من جنس واحد، مثل: وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ [القصص 28/ 23] ، وقد تطلق على الدين والملة، كما في قوله تعالى: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ [الزخرف 43/ 22] وقد تطلق على الرجل الجامع للخير الذي يقتدى به، كما في قوله تعالى:
إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً [النحل 16/ 120] وقد تطلق على الزمن، كما في قوله تعالى: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ [يوسف 12/ 45] وكما هنا. وأما أمة الأتباع فهم المصدقون للرسل، كما قال تعالى:
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران 3/ 110] . وفي الصحيح: «فأقول: أمتي أمتي» .

لَيَقُولُنَّ استهزاء ما يَحْبِسُهُ: ما يمنعه من النزول مَصْرُوفاً مدفوعا وَحاقَ نزل بهم العذاب.