الآية رقم (106) - يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ

تعطي هذه الآية الكريمة الإنسان موضوعاً مهمّاً يتعلّق بالوصيّة، فعليه أن يدبّر أمر نفسه وهو مقبلٌ على حياته الآخرة، فأهمّ شيءٍ بموضوع الوصيّة إسقاط الدّيون، والّذي يوصي قبل الموت في غير ما يتعلّق بالميراث كما حدّد النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إنّما يوصي اعتقاداً منه أنّه يجب عليه أن يترك هذه الدّنيا وقد فعل ما يستطيع من خيرٍ، وأن تكون هذه الوصيّة هي آخر ما قام به من عملٍ يرضي به وجه الله سبحانه وتعالى.

﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ﴾: تأتي كلمة شهادة من مشهد، شهد الأمر: أي الّذي تشاهده، الدّين حقٌّ، والوصيّة هي تبرّعٌ، توصي بمالك الّذي حدّده النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث قال: «إنّ الله قد أعطى كلّ ذي حقٍّ حقّه، ألا لا وصيّة لوارث»([1])، يجب أن ننتبه لهذه النّقطة.

صدر الآية سبق اعرابها

شَهادَةُ: مبتدأ مرفوع بالضمة وخبره اثنان مرفوع بالألف لأنه مثنى والتقدير شهادة الوصية المشروعة شهادة اثنين عادلين منكم

بَيْنِكُمْ: مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة، والميم للجمع.

إِذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه المحذوف إذا حضر فشهادة

حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ: فعل ماض ومفعول به وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة

حِينَ: ظرف زمان متعلق بحضر.

الْوَصِيَّةِ: مضاف إليه.

اثْنانِ: خبر شهادة

ذَوا: صفة مرفوعة بالألف

عَدْلٍ: مضاف إليه

مِنْكُمْ: متعلقان بمحذوف صفة ثانية لاثنان

أَوْ آخَرانِ: عطف على «اثْنانِ»

مِنْ غَيْرِكُمْ: متعلقان بمحذوف صفة لآخران.

إِنْ: حرف شرط جازم

أَنْتُمْ: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده والجواب محذوف أي: إن أنتم ضربتم فآخران

ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده والتاء فاعله، والجملة لا محل لها تفسيرية.

فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ: فعل ماض والتاء للتأنيث والكاف مفعوله ومصيبة فاعله والجملة معطوفة على الجملة الفعلية قبلها

الْمَوْتِ: مضاف إليه.

تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ: تحبسونهما فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور بعده والواو فاعله والهاء مفعوله.

الصلاةِ: مضاف إليه، والجملة مستأنفة أو في محل رفع صفة ثانية لآخران وعلى ذلك فجملة «إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ» اعتراضية لا محل لها

فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والألف فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها.

إِنِ ارْتَبْتُمْ: فعل ماض والتاء فاعله والميم للجمع، وهو في محل جزم فعل الشرط وجواب الشرط محذوف أي فحلّفوهما، وجملة الشرط وجوابه اعتراضية لا محل لها

لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وثمنا مفعوله وفاعله ضمير مستتر تقديره نحن والجملة لا محل لها جواب القسم

وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى: ذا خبر كان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة، واسمها ضمير مستتر أي ولو كان الذي نشهد له، قربى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف، وجواب الشرط لو محذوف والتقدير ولو كان كذلك فلن نشتري به والجملة اعتراضية لا محل لها.

وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ: عطف على «لا نَشْتَرِي بِهِ»

إِنَّا: إن حرف مشبه بالفعل «نا» اسمها

إِذاً: حرف جواب لا عمل له

لَمِنَ الْآثِمِينَ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر إن، واللام: المزحلقة والجملة تعليلية لا محل لها.

شَهادَةُ: هي إخبار عن علم بواقعة بواسطة الحس البصري (المشاهدة) أو السمعي

إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ: أي أسبابه

شَهادَةُ بَيْنِكُمْ …: اثْنانِ خبر بمعنى الأمر اي ليشهد اثنان عدلان، وإضافة شهادة لبين على الاتساع

أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ: أي من غير ملتكم

ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ: سافرتم لأن المسافر يضرب الأرض برجليه

تَحْبِسُونَهُما: توقفونهما، وهي صفة:آخَرانِ

مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ: صلاة العصر واعتبارها للتغليظ

فَيُقْسِمانِ: يحلفان

إِنِ ارْتَبْتُمْ: شككتم فيهما أي في صدقهما فيما يقران به

لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً: أي ويقولان: لا نشتري بالله عوضًا نأخذه بدله من الدنيا، بأن نحلف به أو نشهد كذبا لأجله.

وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى: أي ولو كان المقسم له أو المشهود له ذا قرابة منا.

إِنَّا إِذاً: إن كتمناها

الْآثِمِينَ: العاصين