الآية رقم (4) - يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ

﴿كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾: كالفراش الـمُنتشر الـمُتفرّق في الكثرة والانتشار، والذّلة والاضطراب.

القارعة تحدث في يومٍ يكون النّاس فيه كالفراش المبثوث، ففي أوّل أمرهم يكونون كالفراش حين يموجون فزعين يخرجون من الأجداث، لا يهتدون إلى أين يتوجّهون، وقد خرجوا لتوّهم من قبورهم: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾ [القارعة]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾ [المعارج]، فهم سراعٌ عند الخروج من أجداثهم، كالفراش المبثوث، وحين التّوجّه إلى الحشر يكونون كالجراد المنتشر، يقول سبحانه وتعالى: ﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ﴾ [القمر]، انظر إلى الفارق، اختار الله سبحانه وتعالى في المقام الأوّل الفراش، وهي حشراتٌ ذات أجنحةٍ هشّةٍ تتفتّت بين الأصابع وتتهشّم، هذا حال الموتى أوّل خروجهم من القبور، فهم في أضعف حالاتهم حيارى هائمين يموجون في بعضهم، وتجد الفراش يطير مُتداخلاً، أمّا الجراد فيطير في أسرابٍ منتظمةٍ، هذا هو الفرق، أوّل الخروج شيءٌ وبعده شيءٌ آخر.

يَوْمَ: ظرف زمان

يَكُونُ النَّاسُ: مضارع ناقص واسمه

كَالْفَراشِ: خبر يكون

الْمَبْثُوثِ: صفة الفراش. والجملة في محل جر بالإضافة.