الآية رقم (109) - يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ

أهذا سؤالٌ للرّسل أم أنّه لمن أُرسل إليهم الرّسل؟ والجواب: هي حجّةٌ على النّاس وليس على الرّسل عليهم السَّلام.

﴿فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ﴾: ماذا أجابكم النّاس؟ هذا اليوم هو يوم الآخرة، يوم الحساب، هو اليوم الّذي يقف فيه النّاس جميعاً بين يدي الله سبحانه وتعالى ربّ العالمين، في هذا اليوم يجمع الله عزَّ وجلّ الخليقة والرّسل عليهم السَّلام، فيقول: ﴿مَاذَا أُجِبْتُمْ﴾ ما هو جواب النّاس على الرّسالات الّتي أُرسلت إليهم من قِبَلي؟ انظروا لأدب الإيمان مع الله سبحانه وتعالى ودقّة الإجابة:

﴿قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب﴾: لماذا؟ الجواب: أوّلاً؛ لأنّ الإيمان بالله سبحانه وتعالى وتصديق الرّسل يحتاج إلى نيّاتٍ، ويقول صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّما الأعمال بالنّيّات، وإنّما لامرىءٍ ما نوى»([1])، فقد يكون هناك منافقون كُثُر، وقد يكون هناك أناسٌ تابوا عند الموت، إذاً: ﴿لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب﴾؛ لأنّك تعلم الغيب، وتعلم السّرّ وأخفى، حتّى لو علمنا جزءاً فإنّك تعلمه وتعلم الكلّ، وتعلم نيّات هؤلاء النّاس مَن كان منهم قد أطاعنا فيما أمرتَ به سبحانك. فهذا مِن دقّة الجواب الإيمانيّ من قِبَل الرّسل عليهم السَّلام؟!

 


([1]) سنن أبي داود: كتاب الطّلاق، باب فيما عني به الطّلاق والنّيّات، الحديث رقم (2201).

يَوْمَ: ظرف زمان متعلق بالفعل المحذوف اذكر

يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ: فعل مضارع ولفظ الجلالة فاعل والرسل مفعول به والجملة في محل جر بالإضافة.

فَيَقُولُ: عطف على يجمع «ماذا» اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ

أُجِبْتُمْ: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعله والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية ماذا أجبتم مقول القول.

قالُوا: فعل ماض وفاعل والجملة مستأنفة.

لا عِلْمَ لَنا: لا نافية للجنس. علم اسمها مبني على الفتح في محل نصب ولنا متعلقان بمحذوف خبرها، والجملة مقول القول في محل نصب.

إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ: أنت علّام مبتدأ وخبر والغيوب مضاف إليه والجملة في محل رفع خبر إن والكاف اسمها وجملة إنك أنت تعليلية لا محل لها من الإعراب.

يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ: هو يوم القيامة.

فَيَقُولُ ماذا أُجِبْتُمْ: أي يقول هم توبيخا لقومهم: ما الذي أجبتم به حين دعوتم إلى التوحيد.

عَلَّامُ الْغُيُوبِ: ما غاب عن العباد وذهب عنهم علمه لشدة هول يوم القيامة وفزعهم.