الآية رقم (19) - يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ

ثمّ يأتي السّياق ليبيّن لنا ملمِّحاً إلى ذلك اليوم الّذي هو قضيّةٌ فاصلةٌ في حياة الإنسان.

إذاً يتّضح هذا اليوم بأمرين: الأمر الأوّل، هو أنّه لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً، والأمر الآخر، أنّ الأمرَ كلّه في هذا اليوم لله عزَّ وجل وحده.

﴿يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾: أي أنّه في الدّنيا يمكن أن تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً، أمّا في الآخرة فلا مكان لهذه الأسباب، فالنّفوس في الدّنيا مرتبطةٌ بالأسباب، والإنسان يساعد الإنسان، أمّا في الآخرة فلا شيء من هذا يبقى، لا يملك أحدٌ لأحدٍ ضرّاً ولا نفعاً.

﴿وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾: قد تسأل: في الدّنيا أليس الأمر لله سبحانه وتعالى؟ الجواب: بلى، هو لله سبحانه وتعالى، لكن هناك أسباباً رُبطت بالمسبّبات، أمّا في اليوم الآخر فأنت مع المسبّب بلا أسبابٍ، فالأمر يومئذٍ لله.

يَوْمَ: مفعول به لفعل محذوف

لا: نافية

تَمْلِكُ نَفْسٌ: مضارع وفاعله

لِنَفْسٍ: متعلقان بالفعل

شَيْئاً: مفعول به والجملة في محل جر بالإضافة.

وَالْأَمْرُ: الواو حرف استئناف

الْأَمْرُ: مبتدأ

يَوْمَئِذٍ: ظرف زمان مضاف إلى مثله متعلق بمحذوف خبر المبتدأ

لِلَّهِ: متعلقان بالخبر المحذوف والجملة الاسمية مستأنفة.

لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً: من المنفعة.

وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ: أي لا أمر لغيره فيه، فلا يمكّن أحد من التوسط فيه. والمقصود بالآية تقرير شدة هول ذلك اليوم، وتفخيم أمره إجمالاً.