الآية رقم (43) - يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ

(اقْنُتِي لِرَبِّكِ)؛ لأنّ هذا الاصطفاء والاجتباء والتّكريم والتّطهير يستوجب عبادة الله بخشوع وقنوت وتدبّر.

(وَاسْجُدِي)؛ لأنّ علامة الصّلاة هي السّجود والرّكوع، فأقرب ما يكون العبد من ربّه سبحانه وتعالى وهو ساجد؛ لأنّه يضع أشرف شيء في الجسد على الأرض وعلى التّراب الّذي خُلق منه.

(وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ): والرّكوع إشارةٌ إلى تمام الصّلاة، وهو خضوعٌ بشكلٍ عامٍّ لأوامر الله سبحانه وتعالى، لكن لماذا قال الله سبحانه وتعالى: (وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) ولم يقل: واركعي مع الرّاكعات؟ عندما يكون الأمر بالرّكوع عامّاً وليس مختصاً فقط للنّساء فتصحّ أن تأتي: (مع الرّاكعين)؛ لأنّ الرّكوع مطلوب من الرّجال والنّساء، والله سبحانه وتعالى جعل التّكليف للمرأة والرّجل واحداً، وجعل لكلٍّ منهما مسؤوليّةً.

يا مَرْيَمُ: الياء أداة نداء، نابت مناب أدعو، مريم منادى مفرد علم

اقْنُتِي: فعل أمر مبني على حذف النون وياء المخاطبة في محل رفع فاعل

لِرَبِّكِ: متعلقان باقنتي

وَاسْجُدِي وَارْكَعِي: عطف على اقنتي

مَعَ الرَّاكِعِينَ: مع ظرف مكان متعلق بالفعل اركعي

الراكعين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

اقْنُتِي: أطيعي

والقنوت: الطاعة مع الخضوع.

وَاسْجُدِي: تذللي.

وَارْكَعِي: مَعَ الرَّاكِعِينَ صلي مع المصلين، والمراد من السجود والركوع لازمه وهو التواضع والخشوع في العبادة.