﴿الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾: أي المطهّرة.
﴿كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾: أي فرض عليكم أن تدخلوا هذه الأرض المقدسة، وهنا إرادة الدّخول إرادةٌ تشريعيّةٌ وليست إرادةً كونيّةً. ونستطيع أن نمثّل الإرادة التّشريعيّة بقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾ [آل عمران: من الآية 97]، فهذه تشريعيّةٌ بدليل أنّ أحداثاً كثيرة تقع داخل الحرم، كحالات السّرقة، والمقصود هنا: عليكم أن تؤمِّنوا من يدخل إلى الحرم.
﴿وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾: فإنّ المولى عزَّ وجل لو كتبها لهم لما كان لهم أن يرتدّوا على أدبارهم؛ لأنّه لا رادّ لمشيئته.
وهم خرجوا مع سيّدنا موسى عليه السَّلام الّذي طلب أن يدخل هذه الأرض، والله سبحانه وتعالى كتب عليهم تشريعيّاً أن يدخلوها، ولكنّهم رفضوا.