﴿يَا بَنِي آدَمَ﴾: ما زال الخطاب يشمل البشر كلّهم من آدم إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها.
﴿لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ﴾: هو تحذيرٌ لبني آدم، لا يجعلنّكم الشّيطان تسقطون في الفتنة؛ لأنّه هو العدوّ الّذي أخرج أبويكم من جنّة التّجربة، ﴿يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا﴾، هل هذا هو الهدف؟ لا، فهذه لام المآل، وليست لام التّعليل، فقد وسوس من أجل الإغراء بالمعصية، ممّا أدّى إلى أنّه نزع عنهما لباسهما وأراهما سوءاتهما، فالمعصية أدّت إلى بروز السّوءة.
﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾: ﴿إنّه﴾: تعود على إبليس، فخطورة العداوة تكمن بأنّه يراكم وأنتم لا ترونه؛ لأنّه شفّافٌ وقد خُلق من نارٍ، وأنت خُلقت من طينٍ، فالإيذاء يكون أكبر وأقوى إذا كان العدوّ يراك وأنت لا تراه.