﴿ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾: هذا من معجزات الله سبحانه وتعالى، وهذه المعجزات والآيات القرآنيّة أو الرّسائل السّماويّة جاءت لتذكير الإنسان، لذلك قال: ﴿لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾، فالإيمان موجودٌ عند الإنسان بالفطرة، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما من مولودٍ إلّا يولَد على الفطرة»([2])، ولو تابعنا مسيرة الإنسان الأوّل الّذي هو آدم وحوّاء، حيث كانا في جنّة التّجربة، وكان المولى سبحانه وتعالى يخاطبهما -أي أنّ الإيمان سبق الكفر- وعندما هبطا كانا يعلمان بوجود إلهٍ خالقٍ، ولكن طرأ النّسيان على الإنسان، فجاءت الرّسل عليهم السَّلام بعد فترةٍ لتذكّره بالإيمان الأوّل، إيمان الأب والأمّ، إيمان آدم وحوّاء.
يا بَنِي: يا أداة نداء، بني منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة.
آدَمَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدل الكسرة اسم علم اعجمي.
قَدْ: حرف تحقيق.
أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً: فعل ماض مبني على السكون تعلق به الجار والمجرور ونا فاعله ولباسا مفعوله والجملة مستأنفة لا محل لها.
يُوارِي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل هو.
سَوْآتِكُمْ: مفعول به منصوب بالكسرة بدل الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، والجملة في محل نصب صفة لباس.
وَرِيشاً: عطف.
وَلِباسُ: الواو حالية لباس مبتدأ
التَّقْوى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف.
ذلِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ
خَيْرٌ: خبره.
والجملة الاسمية (ذلك خير): خبر المبتدأ لباس.
ذلِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
مِنْ آياتِ: متعلقان بمحذوف خبره، والجملة مستأنفة لا محل لها.
لَعَلَّهُمْ: لعل والهاء اسمها
وجملة (يَذَّكَّرُونَ): في محل رفع خبرها.
وجملة (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ): تعليلية لا محل لها من الإعراب.
قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً: أي خلقناه لكم، واللباس: كل ما يلبس في السلم والحرب
يُوارِي سَوْآتِكُمْ: يستر عوراتكم
وَرِيشاً: الريش هنا والرياش: ما يتجمل به من الثياب فهو لباس الحاجة والزينة، وأكثر أهل اللغة: أن الريش: ما ستر من لباس أو معيشة.
وَلِباسُ التَّقْوى: أي لباس الورع والخشية من الله تعالى، بالعمل الصالح والسمت الحسن.
ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ: دلائل قدرته
لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ: أي يتذكرون فيؤمنوا.