الآية رقم (26) - يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ

﴿ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾: هذا من معجزات الله سبحانه وتعالى، وهذه المعجزات والآيات القرآنيّة أو الرّسائل السّماويّة جاءت لتذكير الإنسان، لذلك قال: ﴿لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾، فالإيمان موجودٌ عند الإنسان بالفطرة، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما من مولودٍ إلّا يولَد على الفطرة»([2])، ولو تابعنا مسيرة الإنسان الأوّل الّذي هو آدم وحوّاء، حيث كانا في جنّة التّجربة، وكان المولى سبحانه وتعالى يخاطبهما -أي أنّ الإيمان سبق الكفر- وعندما هبطا كانا يعلمان بوجود إلهٍ خالقٍ، ولكن طرأ النّسيان على الإنسان، فجاءت الرّسل عليهم السَّلام بعد فترةٍ لتذكّره بالإيمان الأوّل، إيمان الأب والأمّ، إيمان آدم وحوّاء.


([1]) سنن البيهقيّ الكبرى: كتاب الشّهادات، باب بيان مكارم الأخلاق ومعاليها التي من كان متخلّقاً بها كان من أهل المروءة، الحديث رقم (20571).
([2]) صحيح البخاريّ: كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصّبيّ فمات هل يُصلّى عليه؟ وهل يُعرض على الصّبيّ الإسلام؟ الحديث رقم (1292).

يا بَنِي: يا أداة نداء، بني منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة.

آدَمَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدل الكسرة اسم علم اعجمي.

قَدْ: حرف تحقيق.

أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً: فعل ماض مبني على السكون تعلق به الجار والمجرور ونا فاعله ولباسا مفعوله والجملة مستأنفة لا محل لها.

يُوارِي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل هو.

سَوْآتِكُمْ: مفعول به منصوب بالكسرة بدل الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، والجملة في محل نصب صفة لباس.

وَرِيشاً: عطف.

وَلِباسُ: الواو حالية لباس مبتدأ

التَّقْوى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف.

ذلِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ

خَيْرٌ: خبره.

والجملة الاسمية (ذلك خير): خبر المبتدأ لباس.

ذلِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.

مِنْ آياتِ: متعلقان بمحذوف خبره، والجملة مستأنفة لا محل لها.

لَعَلَّهُمْ: لعل والهاء اسمها

وجملة (يَذَّكَّرُونَ): في محل رفع خبرها.

وجملة (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ): تعليلية لا محل لها من الإعراب.

قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً: أي خلقناه لكم، واللباس: كل ما يلبس في السلم والحرب

يُوارِي سَوْآتِكُمْ: يستر عوراتكم

وَرِيشاً: الريش هنا والرياش: ما يتجمل به من الثياب فهو لباس الحاجة والزينة، وأكثر أهل اللغة: أن الريش: ما ستر من لباس أو معيشة.

وَلِباسُ التَّقْوى: أي لباس الورع والخشية من الله تعالى، بالعمل الصالح والسمت الحسن.

ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ: دلائل قدرته

لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ: أي يتذكرون فيؤمنوا.