الآية رقم (31) - يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

 ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾: حتّى في الوضوء أمر النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم الإنسان بعدم الإسراف باستخدام المياه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم مرّ بسعد وهو يتوضّأ فقال: «ما هذا السّرف يا سعد؟»، قال: أفي الوضوء سرفٌ؟ قال: «نعم، وإن كنت على نهرٍ جارٍ»([1])، وذلك حفاظاً على هذه الثّروات إن كانت من المياه أو الطّاقة أو الكهرباء أو حتّى من الطّعام أو الشّراب؛ لأنّ التّبذير والإسراف من وسوسة وإغواء الشّيطان للإنسان، وعلى الإنسان أن يفكّر دائماً بالآخرين، فالإسلام جاء لهداية وصلاح البشريّة جمعاء، وهو كما أمرك ونهاك، فإنّه نهى عنك أيضاً وأمر غيرك، فإن قال لك القرآن الكريم: لا تنظر إلى محرّمات غيرك، فهو أمر غيرك ألّا ينظروا إلى محرّماتك، وهكذا يحافظ على المجتمع عندما يقول: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ من أجل أن تبقى هذه الثّروات ويحافظ عليها الإنسان.


([1]) مسند الإمام أحمد بن حنبل: مسند المكثرين من الصّحابة، مسند عبد الله بن عمرو 8، الحديث رقم (7065).

يا بَنِي آدَمَ: تقدمت في الآية 25.

خُذُوا زِينَتَكُمْ: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله

زِينَتَكُمْ: مفعوله، والجملة ابتدائية.

عِنْدَ: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله.

كُلِّ: مضاف إليه

مَسْجِدٍ: مضاف إليه

وَكُلُوا وَاشْرَبُوا: عطف على خذوا

وَلا تُسْرِفُوا: مضارع مجزوم بحذف النون لسبقه بلا الناهية والجملتان كلوا ولا تسرفوا معطوفتان.

وجملة (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ): تعليلية لا محل لها من الإعراب

وجملة (لا يُحِبُّ): خبر إن.

خُذُوا زِينَتَكُمْ: ما يزينكم ويستر عورتكم، والمراد هنا الثياب الحسنة.

عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ: عند الصلاة والطواف، أطلق مكان السجود وأريد به الصلاة والطواف.