الآية رقم (254) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ

البيع: هو استبدال شيء بشيء بثمن، فيوم القيامة لا تستطيع أن تستبدل شيئاً بشيء، ولا أن يكون لك ودٌّ مع أحد الخلّان يكون مقابل ذلك شيءٌ من الفائدة:

(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزّخرف]، إذاً أنفقوا من قبل أن يأتي هذا اليوم الّذي تفقدون فيه العناصر الثّلاثة:

1- لا يوجد استبدال شيء بشيء.

2- ولا يوجد من هو خليل لك ومن يودّك ويحمل عنك.

3- ولا من يستطيع أن يشفع لك: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [البقرة: من الآية 255].

(وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ): لماذا الكافرون هم الظّالمون؟ هم ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم بكفرهم وشركهم بالله سبحانه وتعالى، وسترهم لوجوده جلّ وعلا، إذاً هم الظّالمون- لأنّ الّذي يستر وجود الله سبحانه وتعالى، والّذي لا يأخذ بأوامره، والّذي لا ينفق ممّا رزقه الله، والّذي لا يتعامل مع خلق الله على أنّه تعالى استدعاهم للوجود ليبتلي هذا بهذا، وليأخذ من هذا لهذا، فإنّه هو الظّالم.

يا أَيُّهَا: يا حرف نداء أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب والهاء للتنبيه

الَّذِينَ: اسم موصول بدل من أيها

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول

أَنْفِقُوا: فعل أمر وفاعل

مِمَّا: متعلقان بأنفقوا

رَزَقْناكُمْ: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول وجملة أنفقوا استئنافية

مِنْ قَبْلِ: متعلقان بأنفقوا

أَنْ يَأْتِيَ: المصدر المؤول في محل جر بالإضافة

يَوْمٌ: فاعل

لا بَيْعٌ: لا نافية للجنس تنصب الاسم وترفع الخبر ولم تعمل هنا لأنها كررت وبيع مبتدأ «فِيهِ» متعلقان بمحذوف خبر

وَلا خُلَّةٌ: عطف على لا بيع

وَلا شَفاعَةٌ: عطف على ما قبله

وَالْكافِرُونَ: الواو للاستئناف الكافرون مبتدأ

هُمُ: مبتدأ ثان

الظَّالِمُونَ: خبر المبتدأ الثاني والجملة الاسمية خبر المبتدأ الأول.

يَوْمٌ: المراد به هنا يوم الحساب

لا بَيْعٌ فِيهِ: البيع في الأصل: الكسب بأي نوع من أنواع المبادلة أو المعاوضة، والمراد به هنا: لا فداء، فيتدارك المقصّر تقصيره.

وَلا خُلَّةٌ: أي ولا صداقة ولا مودة تنفع وَلا شَفاعَةٌ بغير إذنه يوم القيامة

وَالْكافِرُونَ: بالله أو بما فرض عليهم، والمراد به في رأي الحسن البصري: تاركو الزكاة، لأنَّ الأمر بالإنفاق هو الإنفاق الواجب

لاتصال الوعيد به وهو أنَّ تاركي الزكاة هم الظالمون، كما قال الزمخشري.

والظالمون: هم الذين جحدوا أمر الله أو أنفقوا المال في غير محله المشروع.