الآية رقم (208) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

يظنّ بعضهم أنّ السّلام هو التحيّة (السّلام عليكم). إفشاء السّلام هو العيش بسلام، العيش بأمان، العيش باطمئنان، هذا هو إفشاء السّلام الّذي تحدّث عنه النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا دليل على معنى هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) فهي ظرف زمان، والظّرفيّة شيء تدخل فيه، تدخل في ظرف اسمه السّلام، حالة اسمها السّلام، أن تعيش مسالماً للغير، لذلك نجد تشريعات الإسلام شُرّعت كي تحقّق هذه الغاية، تشريعات الإسلام هي لتحقيق هذه الغاية تماماً في إشاعة السّلام، نبدأ مثلاً بالسّلام مع الجوارح، مع النّفس، مثلاً: النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وصّانا فيما يتعلّق بالجوع والعطش والبطنة فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، حسب الآدميّ لقيمات يُقِمن صلبه، فإن غلبت الآدميّ نفسُه فثلثٌ للطّعام وثلثٌ للشّراب وثلثٌ للنَّفَس»([2])، أعطاك مفاتيح أن تعيش بسلام مع صحّتك، مع جسدك، فإن اتّبعت بأن لا تسرف -والإسراف يكون في الطّعام، وفي إجهاد النّفس، وفي كلّ ما يؤثّر على النّفس- فأنت تعيش في سلام مع جوارحك ومع نفسك، أنت تعيش في سلام مع زوجتك

يا أَيُّهَا: يا أداة نداء أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم وها للتنبيه.

الَّذِينَ: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل.

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.

ادْخُلُوا: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها.

فِي السِّلْمِ: متعلقان بادخلوا.

كَافَّةً: حال منصوبة.

وَلا: الواو عاطفة لا ناهية جازمة.

تَتَّبِعُوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل.

خُطُواتِ: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة معطوفة على جملة ادخلوا.

الشَّيْطانِ: مضاف إليه.

إِنَّهُ: إن واسمها.

لَكُمْ: جار ومجرور متعلقان بعدو.

عَدُوٌّ: خبرها.

مُبِينٌ: صفة والجملة تعليلية لا محل لها.

السِّلْمِ: التسليم والانقياد، ويطلق على الصلح والسلام وعلى دين الإسلام، والمراد هنا الإسلام كَافَّةً

في اختيار السيوطي: حال من السلم، أي في جميع شرائعه

وقال أهل اللغة:حال من ادْخُلُوا أي جميعا.

خُطُواتِ الشَّيْطانِ: أي طرق، جمع خطوة، والمراد تزيينه ووساوسه بالتفريق.

عَدُوٌّ مُبِينٌ: بيّن العداوة.