(السِّلْمِ): مادّة السِّلم والسّلام والسّلَم والسِّلْم كلّها المادّة المركّبة لمادّة الإسلام، وكلّها تعطي معنىً واحداً وهو إشاعة الأمن والأمان والاطمئنان بين النّاس جميعاً، فهذه الآية (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)
وكأنّ الله يريد أن يقول لنا فيها: إنّ الإسلام هو عمليّة دخول كامل، دخول شيء بشيء، وهذه هي الظّرفيّة أي أنّنا ندخل جميعاً بظرف واحد وهذا الظّرف اسمه السّلام، فأن تكون مسالماً أن تكون في سلام مع نفسك، وأن تكون في سلام مع أسرتك، وأن تكون في سلام مع جوارحك، وأن تكون في سلام مع جيرانك، وأن تكون في سلام مع أهل حيّك، وأن تكون في سلام مع مجتمعك، وأن تكون في سلام مع أمّتك، وأن تكون في سلام مع النّاس أجمعين، أن تكون في سلام مع الطّير، أن تكون في سلام مع الحيوان، أن تكون في سلام مع النّبات، أن يشيع السّلام في الحياة، هذه هي رعاية الإسلام، ولكن ما نراه الآن عكس ذلك تماماً، عكس الآيات القرآنيّة، والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «أفشوا السّلام بينكم»، فالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما يدلّ على إفشاء السّلام بين النّاس، وجاء ذلك في قوله: «لا تدخلون الجنّة حتّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم»([1])