﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ﴾: أي العدوّ الأقرب منكم؛ أي بقتال العدوّ الأقرب على الإضرار بكم، وهنا لا بدّ من الشّدّة والجرأة والشّجاعة، لذلك قال سبحانه وتعالى:
﴿وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾: لنفرّق بين أمرين، أمر الغلظة في أن تكون الحجّة قويّةً، وأمر الغلظة الّتي يتطلّبها قتال المعتدين من المشركين، فهذا أمرٌ ضروريٌّ، فالغلظة ليست صفةً دائمةً، بل فقط لردّ الاعتداء عن بلادكم؛ أي الغلظة بما يناسب الموقف؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى قال للنّبيّ ﷺ: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ ]آل عمران: من الآية 159[، هذا هو الدّين الكامل، فردّ العدوان يتطلّب الشّدّة.
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾: بما أنّك اتّقيت الله سبحانه وتعالى ، فإنّك أدخلت نفسك في معيّته عز وجل.