(نَجَسٌ): شيءٌ خبيثٌ لفساد بواطنهم.
(فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ): أي لا يدخلوا الحرم.
(بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ): وهو العام التّاسع من الهجرة.
(وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً): فقراً بانقطاع تجارتهم عنكم.
عن حميد بن عبد الرّحمن أنّ أبا هريرة رضي الله عنه قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في مؤذّنين يوم النّحر نؤذّن بمنى ألّا يحجّ بعد العام مُشرك ولا يطوف بالبيت عريان، قال حميد بن عبد الرّحمن رضي الله عنه ثمّ أردف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً -كرّم الله وجهه- فأمره أن يؤذّن بـ (براءة). قال أبو هريرة رضي الله عنه فأذّن معنا عليٌّ في أهل منى يوم النّحر لا يحجّ بعد العام مُشرِك ولا يطوف بالبيت عريان([1]).
فقد مُنع المشركون من دخول المسجد الحرام، نتيجة نجاستهم الفكريّة والمعنويّة، فالمسجد الحرام قبلة المسلمين، وهو أوّل بيتٍ وُضع للنّاس لعبادة الله سبحانه وتعالى، فلا بدّ من تطهيره من مظاهر الشّرك.
(وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ): وإن خفتم فقراً لانقطاع تجارتهم عنكم فإنّ الله سبحانه وتعالى سيعوّضكم عنها ويكفيكم من فضله إن شاء جلّ جلاله ، وقد أثبتت الأيّام صحّة ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى، وكيف بارك الله سبحانه وتعالى لهم بالرّزق استجابةً لدعوة سيّدنا إبراهيم عليه السّلام: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ) [البقرة: من الآية 126].
سبب النّزول: عن سعيد بن جبير قال: لـمّا نزلت: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ)، شقّ ذلك على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقالوا: من يأتينا بطعامنا، ومن يأتينا بالمتاع؟ فنزلت: (وإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ).
(إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ): فهو عليمٌ بحالكم، حكيمٌ في تدبير شؤونكم.